"الصحة" ليست بخير

"الصحة" ليست بخير

السبت الماضي ملأ "سليمان" زميلي في العمل القسم الذي أعمل فيه ضجيجا من خلال اتصالاته الهاتفية، والتي تركزت على البحث عن واسطة تدافع عن حق زوجته في التنويم في غرفة خاصة، كما أوصت الطبيبة المشرفة على علاجها.
يقول سليمان إن زوجته لا تنجب إلا عن طريق العمليات القيصرية، وأن الطبيبة المشرفة على علاجها أوصت بتنويمها في غرفة خاصة لأنها تحتاج لرعاية مرافق، سليمان ورغم توصيات الطبيبة بمنح زوجته غرفة خاصة إلا أنه أبدى مخاوف من عدم تأمينها لها والسبب كما يقول تجارب سابقة ومريرة مع المستشفى، استأذن سليمان من العمل يوم الأحد وغادر بصحبة زوجته إلى المستشفى متسلحا بتوصيات الطبيبة وبعدد محدود من الواسطات التي كانت بانتظاره في المستشفى للدفاع عن حق زوجته الشرعي في التنويم لوحدها، لم يرغب سليمان في واسطة تسلب حقا من آخر وتمنحه لزوجته، كان فقط يرغب في منح زوجته حقها وعدم سلبه منها.
عاد سليمان ظهرا إلى العمل وسط ترقب الزملاء لسماع معركته، بادرته بسؤال: بشر يا سليمان.. عساك انتزعت حق زوجتك وتم تنويمها في غرفة خاصة؟ أخذ سليمان نفسا عميقا وتنهد، وقال بلهجته الحائلية الجميلة: "يا بعد حيي بغوا يزحلقونن من المستشفى كلو، مهو الغرفة بس"!
سليمان عندما قدم إلى المستشفى مع زوجته الموعودة من ذات المستشفى بموعد للولادة، لم يجد سريرا واحدا للمرأة التي أوصت الطبيبة المشرفة على علاجها بضرورة تنويمها فورا وإجراء عملية ولادة قيصرية عاجلة، فاستعان بعلاقاته من أجل تأمين سرير لها وتناسى حقها في التنويم في غرفة خاصة وسعيه الحثيث في تأمينه لها، والسؤال هنا: سليمان استعان بعلاقاته وأمن السرير، ولكن لو لم يكن يملك علاقات ما مصير زوجته؟!

[email protected]

الأكثر قراءة