"أبو شاكر" الكاوي.. راعي أغنام ومدلك وطبيب شعبي!

"أبو شاكر" الكاوي.. راعي أغنام ومدلك وطبيب شعبي!

لم يجد وافد من الجنسية السودانية الربح السريع الذي كان يطمح له بعد تحويل مسكنه الخشبي إلى عيادة للمساج والتدليك، فارتد سريعا عن مشروعه الذي خيب أمله، إلى مهنته الأصلية التي ورثها عن أجداده - حسبما يقول - وهي معالجة الأمراض عن طريق الكي!
المسكن الخشبي الذي تحول إلى عيادة لعلاج الأمراض المزمنة يقع على درب المسافرين المغادرين أو القادمين بين رماح والرياض، لا يخلو من الباحثين عن علاج، من أولئك الذين يعتقدون أن هذا النوع من العلاج هو طريق خلاصهم من المرض، ولأن الأمر مرتبط باعتقاد وهمي فإن هذا الوافد كما يقول جنى عشرات الآلاف من الريالات على مدى 11 عاما قضاها في السعودية يمارس الكي دون رخصة، وعالج قرابة 15 ألف شخص على مدى الأعوام الماضية.
عمر الصادق المكنى بـ "أبو شاكر" يمارس مهنة إضافية سابقا وهي تربية المواشي كما هو حال المقيمين من جنسيته نفسها والذين يكثرون في تلك المنطقة (شرق الرياض) يتكلم بثقة "الطبيب" عن الأمراض التي يعالجها، وعن الحالات المختلفة التي تواجهه أثناء عمله المخالف لأنظمة البلاد، وعن كثرة الزبائن الذين يحضرون إليه، رغم المكان غير الملائم صحيا، والأدوات التقليدية المستخدمة في الكي، والتي ربما تسبب مضاعفات لمراجعيه الجاهلين بخطورة الوضع.
عمر أكد لنا أنه حضر إلى السعودية عام 1402هـ دون تأشيرة وبطريقة غير نظامية، إلا أنه حصل على إقامة نظامية بعد ذلك تسمح له بالعمل في مهنة تربية المواشي، مشيرا إلى أن عمله مع كفيله في تربية المواشي لم يطل كثيرا عندما اكتشف ربحية نشاط الكي، ثم زاول نشاط المساج لفترة بسيطة، وعاد أخيرا إلى نشاطه السابق.
يقول أبو شاكر: "الكي مهنة آبائي وأجدادي في السودان، إلا أني لم أكن أتوقع أن يكون ربحها كبيرا في السعودية، لم يكن في نيتي العمل في هذا المجال عندما حضرت من السودان لأنها لم تكن مربحة لأبي وجدي، ولكني فوجئت بربحية المسألة عند السعوديين وقررت أن أعمل في هذا المجال"، ويشير أبو شاكر بثقة إلى أن سمعته "الجيدة" في العلاج انتشرت سريعا، وصار الزبائن يحضرون من خارج حدود الرياض للكي على يديه!
أبو شاكر فاجأنا بأنه لا يحمل سوى شهادة رابع ابتدائي، لكن عمله لا يحتاج إلى شهادة الدكتوراة في الطب حسبما قال وإنما الممارسة، وكذلك الوراثة لها دور كبير في تقصي المرض ومن ثم تحديده وكيه بالنار، مشيرا إلى أن سعر الكي يراوح بين 200و300 ريال للشخص الواحد، وأنه يعالج أغلب الأمراض بعد أن يقوم بقصها وتتبعها عن طريق غرفة خاصة بذلك، ويتوافد عليه يوميا قرابة أربعة إلى خمسة مراجعين من خارج الرياض وداخلها، ولا يستطيع أن يأخذ أكثر من هذا العدد من المراجعين يوميا لأن وقته لا يسمح حسبما قال، مبينا أن الشخص الواحد يستغرق من الوقت قرابة ساعتين بعد أن يتم الكشف عليه ومعرفة موقع مرضه.

الأكثر قراءة