أكبر حرفيي "الجنادرية": صناعة السلال أوصلتني للسلام على الملك
في عمر 85 عاماً يجلس صانع السلال الأكبر سنا بين حرفيي الجنادرية، العم سعيد عبدالله في الركن المخصص له في "بيت الخير" في قرية المنطقة الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33" متحدثا بفخر وعفوية أهل القطيف المعروفة إلى زوار الجنادرية عن مهنة صناعة السلال المتوارثة في عائلته، وكيف تعلم المهنة من والده وعلمها بدوره لابنه، وكيف أوصلته تلك المهنة في يوم من الأيام إلى السلام على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
يروي العم سعيد بشغف وعلامات الفخر ترتسم على محياه، عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتراث السعودي والحرف اليدوية، ودعمه للحرفيين ويقول: "تفاجأت قبل عدة سنوات عندما أخبرني المسؤولون عن المهرجان بالاستعداد مع عدد من الحرفيين للذهاب للقاء الملك سلمان، وفعلا ذهبنا وتشرفنا بالسلام عليه، وقدمنا له ولضيوفه الكرام شرحا عن الحرف اليدوية السعودية، وقد حظينا وزملائي بشرف السلام على الملك سلمان، ذاك التكريم أعتبره وسام فخر واعتزاز أرويه دائما لأبنائي وأحفادي، مضيفا أن ذلك خير دليل على اهتمام وحرص القيادة في المملكة العربية السعودية على التراث والثقافة والموروث الأصيل ودعمهم لأصحاب الحرف.
ويضيف العم سعيد: "صناعة السلال هي مهنة متوارثة في العائلة، تعلمت أصولها من والدي وامتهنت العمل فيها بعد وفاته منذ أكثر من 20 عاما، وعلمتها بدوري لأحد أبنائي الذي أصبح يجيد المهنة بشكل محترف، لكنه يعمل حاليا في شركة لأن صناعة السلال يدويا بالطرق التقليدية لم تعد تدر دخلا كافيا في ظل تطور الصناعة وكثرة المنتوجات، وزيادة متطلبات الحياة".
ويشير إلى أن وقت صناعة السلة يعتمد على حجمها، فالسلة الكبيرة يستغرق صناعتها يدويا يوم تقريبا، وتحتاج إلى جهد كبير، في حين يمكنه صناعة سلتين من الحجم الصغير يوميا.
وأكد العم سعيد أن صناعة السلال يحتاج إلى مهارة ودقة لتخرج بشكل متقن وجميل، ويستخدم في صناعتها مواد طبيعية من لحاء الأشجار وعذق النخيل التي يجمعها من مزارع قريته الواقعة في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية ولا يحتاج إلى شراء مكونات أخرى.
ولفت العم سعيد إلى أنه شارك في عدد من المهرجانات الوطنية المعنية بالتراث، وعلى رأسها المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" الذي يشارك فيه منذ سنوات طويلة، وأنه يشعر بسعادة كبيرة لمساهمته في التعريف بالتراث السعودي في مثل هذه المحافل.