مكة المكرمة: ملاحقة وافدين يديرون سوقا سوداء لتبديل العملات بجوار المسجد الحرام

مكة المكرمة: ملاحقة وافدين يديرون سوقا سوداء لتبديل العملات بجوار المسجد الحرام

تلاحق الجهات الأمنية وافدين من جنسيات مختلفة يديرون عمليات لتبديل العملات في سوق سوداء خارج محلات الصرافة في مكة المكرمة.
ووفقا لمتعاملين في شركات الصرافة في المنطقة المركزية للحرم، فإن عدداً من الوافدين يتاجرون بالعملات ويطرحونها بأسعار أقل من الموجودة في شركات الصرافة، وشرعت الجهات الأمنية في ملاحقتهم.
ويخشى متعاملون في شركات الصرافة أن تكون هذه العملات من العملات المزيفة التي تديرها شبكات مجهولة عادة ما تنشط في المواسم، لذا حذروا المعتمرين من استبدال العملات خارج محلات الصرافة المنتشرة في المنطقة المركزية للحرم.
وقدر أحد الصرافين: حجم العملات التي يتم صرفها من قبل المعتمرين خلال موسم العمرة، بنحو مليار ريال، ويبلغ متوسط المال الذي يصرفه كل معتمر من أصل ثلاثة ملايين معتمر وفقاً للإحصائيات المتوافرة نحو 3700 ريال.
وتوقع مصرفيون أن ترتفع عائدات مؤسسات الصرافة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وتهيأت أكثر من 30 مؤسسة وشركة صرافة تعمل في العاصمة المقدسة منذ وقت مبكر لاستقبال المعتمرين وتبديل العملات الأجنبية لـ 160 دولة، حيث يرتفع الطلب على الريال السعودي خلال هذه الأيام.
وبين لـ "الاقتصادية"خالد سليمان أحد أقدم الصرافين في مكة المكرمة، أن سوق الصرافة تشهد في موسمي العمرة والحج حركة كبيرة في حجم نشاطها، مشيرا إلى أن العام الحالي شهد ارتفاعاً في معدل الحركة.
وأوضح أن الخبرة العالية التي يتمتع بها الصرافون، ساهمت في كشف الكثير من عمليات تزوير العملات، وحصرتها في أضيق الحدود وذلك بالاستفادة من التقنيات الحديثة التي أدخلت في صناعة الصرافة، مشيراً إلى وضع ترتيبات مع الجهات الأمنية للقضاء على هذه العمليات.
وتعمل محلات الصرافة حاليا على مدار الساعة وخاصة في المناطق القريبة من المنطقة المركزية حيث تشهد أسواق تبديل العملات كثافة عالية في استبدال العملات الورقية وفي مقدمتها الجنية المصري والعملات الخليجية والعملة الإيرانية، إلى جانب الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني، فيما تتولى البنوك العاملة في السعودية التعامل مع الشيكات السياحية، وتزويد السوق بسعر الصرف.
وتعد سوق الصرافة في مكة المكرمة من بين أنشط أسواق الصرافة في العالم، نظراً لكثافة حجم تبادل العملات وتنوعها واختلافها نسبة إلى الذين يفدون كل عام إلى الأراضي المقدسة من المعتمرين والحجاج من كافة بقاع العالم.
وتوجد محلات الصرافة في الأسواق المطلة على الحرم المكي الشريف ، ويعمل البعض منهم بصورة غير رسمية خصوصا في المواسم، ويتركز أغلب الصيارفة في المنطقة الجنوبية للحرم المكي في حي المسفلة وفي المنطقة الشمالية في أحياء الغزة والشامية والفلق، وهناك محلات متفرقة تعمل بشكل موسمي فقط في شهري رمضان وذي الحجة.
وكان معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج التابع لجامعة أم القرى، قد أعد دراسة حول خدمات البنوك ومراكز الصرافة للمعتمرين في مكة المكرمة لتحديد زيادة الطلب على الريال السعودي مقابل العملات الأخرى.
وأشار الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور أحمد بن حسن الحسني أن المعتمرين يختلفون في وسيلة الدفع التي يستخدمونها، فبعضهم يحمل نقودا وبعضهم يرغب في استخدام بطاقات الائتمان والشيكات السياحية، وقد تواجه المجموعات أحيانا بعض الصعوبات عند استخدامهم وسائل الدفع المختلفة.
وبيّن الدكتور الحسني أن الدراسة تهدف إلى تقويم خدمات البنوك ومراكز الصرافة المقدمة للمعتمرين في مكة المكرمة، ودراسة الصعوبات التي تواجه المعتمرين عند استخدام وسائل الدفع المختلفة أو عند تعاملهم مع البنوك ومحلات الصرافة، وكذلك أثر العمرة على نشاط البنوك ومحلات الصرافة خاصة في شهر رمضان المبارك.
وقدم البحث اقتراحات لحلول الصعوبات التي تواجه المعتمرين عند استخدام وسائل الدفع المختلفة، واقترح وسائل أخرى للدفع تتناسب مع موسم الحج والعمرة. كما قدم تقديراً لقيمة العملات الأجنبية التي يجلبها المعتمرون معهم، وتقديراً للإنفاق التقريبي للمعتمر أثناء رحلته.
وبين الباحث أنه قام بحصر ميداني لفروع البنوك ومحلات الصرافة في تسعة أحياء في مكة المكرمة، حيث بلغ عدد البنوك المشمولة بالمسح 27 بنكا و30 صرافا، وبلغت النسبة الكبرى من محلات الصرافة في منطقة المسفلة، بينما تركز ثلث البنوك في منطقة العزيزية.
وقام فريق البحث بعمل ثلاثة استبيانات أحدها للبنوك والأخرى لمحلات الصرافة والثالثة للمعتمرين، وشملت الدراسة إجراء مقابلات مع موظفي البنوك ومديري محلات الصرافة للتعرف على الخدمات المقدمة للمعتمرين.

الأكثر قراءة