مختص: على «التعليم» في المملكة التركيز على الذكاء الاصطناعي وتعليم الأطفال الميزانية المالية

مختص: على «التعليم» في المملكة التركيز على الذكاء الاصطناعي وتعليم الأطفال الميزانية المالية

دعا أندرياس سليشر رئيس قطاع التعليم والمهارات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وزارة التعليم في المملكة إلى التركيز على الذكاء الاصطناعي، الذي يدفع الطلاب أكثر من المعرفة إلى الفهم العميق، مؤكدا أهمية تعليم الأطفال الميزانية المالية، والاهتمام بتطوير المعلمين وتقديرهم.
وقال "إن طلاب الصف الرابع في المدارس السعودية يقبلون جيدا على مادة العلوم، لكن الأمر يختلف حين يصلون إلى الصف الثاني المتوسط، فقد يكرهون المادة، والفارق أنه يجب أن توضع لهم فرصة الاكتشاف وتنمية هذه المهارات التي ترفع القيمة الفعلية للتعليم، والمعرفة البشرية والأخلاق والإبداع مع التصميم والاستدامة، والتركيز على الذكاء الاصطناعي الذي يدفع الطلاب أكثر من المعرفة إلى الفهم العميق، فدروس التاريخ لا يجب أن تكون أحداثا وشخصيات فقط، إنما فكر وفلسفة ورياضيات".
وأوضح أندرياس خلال المنتدى الدولي للمعلمين الذي تقيمه وتنظمه وزارة التعليم بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الرياض أمس، أن الفروق الفردية والثقافية للطلاب لا تعني أنهم لا يملكون هوية خاصة، منوها بأن أكبر الشركات المبدعة في العالم نشأت من أفكار عظيمة، ولم تنشأ من الأموال.
وأضاف أن "المتعلمين يأتون من خلفيات ثقافية مختلفة ومتعددة، لكن لديهم رؤية مشتركة، وما يجب أن نفعله لأجلهم هو أن نضمن التعليم المتميز لهم ليكونوا قادرين ولديهم الجاهزية للتغيير العالمي، ولا توجد طرق محددة لعملية تحسين التعليم، خصوصا بعد انتشار التقنية منذ عام 2002 وما رافقها من سرعة انتشار المعلومات، مشيراً إلى أن محرك البحث "جوجل" فيه 50 ألف إجابة عن سؤال ما، لكن لا نجد من يخبرنا أنها حقيقية، ما يجعل هناك أهمية لأن يكون المتعلمون ممن يستخدمون منطق المفكرين والعلماء في استخلاص النتائج الحقيقية، فالعالم الافتراضي الآن أصبح كالماء الذي نشربه، والوقت الذي يقضيه الأطفال والطلاب على الإنترنت كبير جداً، لذا يجب أن نجهز أبناءنا لذلك، فهو العالم الواقعي الآن".
وذكر أن عدد ساعات التعليم في فنلندا يصل إلى نصف عددها في عدد من الدول، ما يعني أنه لا أهمية للكم العددي، إنما للجودة والنوعية، لافتاً إلى أهمية جودة التعليم، وهو الأمر الذي يجب أن يتم في الساعات التي يقضيها الطلاب في التعلم، وتبرز الأهمية في أن ننتقل بالطالب من البحث عن المعرفة إلى إنتاج وإبداع المعرفة والرقمنة التي يتشارك فيها جميع المتعلمين الآن في العالم.
وأوصى بالاهتمام بالجانب الإيجابي من التقنية وتوجيه الطلاب إليه ليمنحهم الفرص الجيدة ليستفيدوا منها، خصوصاً أن التقنية قد تؤدي إلى الانحدار إذا لم تتواكب معها تنمية المهارات الاجتماعية التي تجعل الإنسان يتفاعل جيدا مع ما يحيط به، وهذا يتطلب أن يديره معلمون متخصصون ومتفهمون وقادرون على قيادة طلابهم للأفضل.
وأكد أهمية الجوانب العاطفية والاجتماعية التي اُكتشف أخيراً أنها تحفز على التعامل مع الشك والريبة والتساؤلات لدى الطلاب، مشيراً إلى أهمية أخرى للسلوكات التي يجب ألا تكون ضمن نطاق الأسرة فقط، التي انتبهت إلى أهميتها دولة سنغافورة، وجعلت مناهجها تتضمن القيم التي تريد زرعها في طلابها مثل الشجاعة والقيادة.
وتضمنت ورقة سليشر أهمية أن تتحقق قيم العدالة والمساواة بين المتعلمين مهما كانت ظروف البيئة التعليمية، وهذا هو التحدي الحقيقي لجودة التعليم وتحقيق قيمته، وأن تكون هناك أهمية لنوع التعليم والتوجه إلى التعليم التشاركي والتعاوني الذي يحقق المنافسة والاستدامة وينمي التفكير ويثير التساؤلات والتفكير النقدي، وأن يكون هناك توجه لمحو الأمية الرقمية وتعليم الأطفال الميزانية المالية التي تتيح نماء العقل واستحداث التقنيات التي لم تستخدم بعد، وحل المشكلات مع بعضهم وليس بمفردهم.
ولفت إلى أهمية أدوار أولياء الأمور، كون الطفل الذي يحظى بأسرة جيدة ومتعلمة لديه فرص أفضل للتعلم.
وأكد أهمية نظرة المعلم إلى مهنته واحترامها، وأن الأفضل لتطوير القدرات لدى المعلم أخذ التجارب من الآخرين وتبادل الخبرات معهم، وهذا يتحقق الآن من خلال المنتدى التعليمي، فهو فرصة حقيقية للإثراء المعرفي.

الأكثر قراءة