جدة .. سجل حافل بتنوع الثقافات يمزج الحاضر الزاهي بالماضي العريق

جدة .. سجل حافل بتنوع الثقافات يمزج الحاضر الزاهي بالماضي العريق

سجّلت محافظة جدة إرثاً زاخراً بشواهد الماضي العريق، وإيقاعات العصر المتطور بلغة الحاضر الجديد، من خلال الجمع بين المتاحف العامة والخاصة، والكورنيش، وسور جدة التاريخي، وعالم الترفيه والرياضة المتمثلة في الغوص.
وتقف منطقة جدة التاريخية شامخة في مقدمة المتاحف المفتوحة التي تمثل الأبنية التراثية القديمة، وأساليب الحياة البسيطة بجانب المواقع التاريخية من مساجد أثرية وأسواق شعبية يرتادها أهالي جدة وزوارها ليستمتعوا بعراقة العادات القديمة.
ويقف متحف قصر خزام شامخاً ضمن قصر الملك عبدالعزيز كأحد أهم المتاحف، مُعبراً عن الجمال المعماري كأول مبنى شُيد بالأسمنت المسلح قبل 85 عامًا، حيث قضى به الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود جانبًا من حياته العملية، واستخدمه ديوانًا يستقبل فيه ضيوف الدولة وكبار المسؤولين وعامة الشعب، ويعد تراثاً معماريًا لمباني جدة في فترة مبكرة من التطوير العمراني.
وشهد القصر توقيع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندر أويل أوف كاليفورنيا عام 1352هـ، واتفاقيات إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وعديد من الدول، ويوجد به مكتب ومجلس ومصلى الملك عبدالعزيز، كما استخدمه الملك سعود بعد وفاة المؤسس مكاتب إدارية حتى عام 1384هـ، ومن ثم ضُم وأنشأ الملك عبدالعزيز، عقب دخوله جدة أول رصيف بحري أمام مبنى البنط ترسو عنده المراكب بعد أن زار البنط، ووجد أن المنطقة التي ينزل بها الحجاج من المراكب ترابية وسبخة قبل دخولهم إلى البنط، فأمر بإنشاء الرصيف الذي يعد أول رصيف بحري بجدة، حيث أزيل الرصيف بعد التمدد العمراني ونقل الميناء إلى موقعه الحالي.
واكتسب مركز الملك عبدالعزيز الثقافي "متحف أبرق الرغامة" شهرة واسعة لارتباطه بتاريخ المملكة، حيث شكل الموقع آخر نقطة وقف فيها الملك عبدالعزيز، قبل دخول جدة وهو يقود مسيرة توحيد المملكة، فقد عسكّر الملك عبدالعزيز بجيشه في هذا المكان ودخل جدة في سلام.
ويقع المتحف على مساحة 150 ألف متر مربع يُخلّد ذكرى دخول الملك عبدالعزيز إلى جدة، ويحتوي على مبانٍ وساحات مفتوحة ومناطق خضراء ومداخل تتضمن المبنى الرئيس الذي يرمز إلى رباط الملك عبدالعزيز، بموقع أبرق الرغامة، فيما ترمز الواجهة العليا بمكوناتها من السور والراية إلى مفهوم توحيد المملكة.
وتحتضن مدينة جدة سوق العلوي التاريخية، التي تضم البيوت التجارية من دكاكين العطارة والتوابل. ولسوق العلوي أريج أخاذ يميزه عن باقي الأسواق التاريخية القديمة في جدة، الأمر الذي يجعله يُعرف من قبل المرتادين بمجرد دخولهم السوق.
وتعد سوق العلوي همزة الوصل ما بين الميناء وباب مكة، وكان الحجيج ينطلقون من الميناء إلى باب مكة عن طريق سوق العلوي، وفي عودتهم يدخلون من باب مكة إلى العلوي، ثم إلى الميناء، وذلك عندما كانت قوافل الجمال تستخدم في نقل الحجاج آنذاك.

الأكثر قراءة