إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس

إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس

كثرت المؤلفات والروايات والمسلسلات التلفزيونية التي تتحدث عن الخليفة هارون الرشيد، وعن بني العباس. وتعتمد هذه الأعمال على مصادر تاريخية متقدمة، ومن بينها كتاب "نوادر الخلفاء"، الذي اشتهر باسم "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس". وسأنقل رأي بعض الباحثين في هذا الكتاب لنعرف قيمته ومصداقيته.
قال عنه زهير ظاظا: "كتاب مشهور، طبع في مصر مرات كثيرة متعاقبة، أولها: عام 1279هـ ودار على أيدي الناس منذ عام (1100هـ) وهي السنة التي فرغ فيها مؤلفه من جمعه. واشتهر بعنوان أحد فصوله: (إعلام الناس بما جرى للبرامكة مع بني العباس) ويقع هذا الفصل في 15 صفحة. واسم الكتاب كما سماه المؤلف: (نوادر الخلفاء). وهو كتاب الإتليدي الوحيد، وكل ما يعرف عن الإتليدي مستخرج منه. جمع فيه طرائف أخبار الخلفاء، ورتبه حسب العصور، مبتدئا بأخبار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. ورجع في كثير من فصوله إلى (حياة الحيوان) للدميري، و(ثمرات الأوراق) لابن حجة الحموي، و(سكردان السلطان) لابن أبي حجلة، و(حلبة الكميت) للنوجي، و(ثمار القلوب) للثعالبي. ونقل الفقرة (60) عن عبد الحق المتوفى عام (1051هـ) والفقرة (228) عن العلقمي تلميذ السيوطي وشارح جامعه الصغير. المرجع: مقدمة أيمن عبد الجابر البحيري، لطبعة دار الآفاق العربية (القاهرة 1998) وانظر في (نخبة الدهر) (ص43) أن البرامكة كانوا سدنة هيكل القمر المسمى (نوبهار) في بلخ، وكان من يليه يسمى (برمك). وفي (تاريخ الوزراء) للجهشياري (ص321) أن ما تقوله العامة في سبب نكبتهم كذب. وفي كتاب (سنا المهتدي) (ص357) أن الرشيد وقف على ما كانوا يرمون إليه من قلب الإسلام إلى المجوسية. وفي (العواصم والقواصم) (ج1 ص65 ــ 74) نبذة عن سبب نكبتهم، وانظر التذكرة التيمورية (ص101)".
وقال مشهور حسن سلمان عن الكتاب:"كتاب فيه حكايات فكاهية لأشخاص تاريخية، ومن قصصه واحدة اسمها الحجاج وهند، كلها دعابة ومخترعات لا تناسب عصر حدوثها. ومؤلف هذا الكتاب هو محمد المعروف بدياب الإتليدي، فرغ من تأليفه عام 1100هـ/ 1689، وعمله هو تشويه سيرة العباسيين خاصة هارون الرشيد، فقد خاض في عرضه وذكر قصصا كأنه مشاهد لها، مع أن بينه وبين الرشيد أكثر من 900 عام. ومن بين الأكاذيب التي فيه قصة العباسة أخت هارون الرشيد مع جعفر البرمكي، وقد رفضها المؤرخون الأقدمون كالخطيب البغدادي وغيره. والإتليدي يؤكد في كتابه هذا أن الرشيد ثمل من الخمر، وكذلك أخته العباسة وجعفر، وحياة الرشيد تكذب تعاطيه الخمر، وهذا مما يفسد القصة المختلقة من أرومتها. الرشيد لا يشرب مسكرا، غير أنه شرب النبيذ وهو الماء المحلى الذي لا يسكر، لقد شرب النبيذ بعرف زمانهم، وتنبه لذلك العلامة المؤرخ ابن خلدون، لم يعاقر الرشيد الخمر، لأنه كان يصحب العلماء والأولياء، ويحافظ على الصلوات والعبادات، ويصلي الصبح في وقته، ويغزو عاما ويحج عاما، وإنما كان الرشيد يشرب نبيذ التمر على مذهب أهل العراق وفتاويهم فيه معروفة، وأما الخمر الصرف فلا سبيل إلى اتهامه بها، ولا تقليد الأخبار الواهية بها، فلم يكن الرجل حيث يواقع محرما من أكبر الكبائر عند أهل الملة. وما ورد مطلقا أن الرشيد نادم النساء، فأراد البرامكة الحط من فضل الرشيد ومجالسه وما فيها من احتشام ودين".

الأكثر قراءة