الفائزون بجوائز «إنتل»: القراءة حافزنا الأول .. و«رؤية المملكة» شجعتنا على الابتكار

الفائزون بجوائز «إنتل»: القراءة حافزنا الأول .. 
و«رؤية المملكة» شجعتنا على الابتكار

"وأنا لا أحفظ ما أقرأ وأردده بألفاظه، بل أُدخله عقلي كما تدخل المواد الأولية المصانع وتخرج منه شيئا آخر"، كلمات رددها فقيه الأدباء وأديب الفقهاء علي الطنطاوي قبل أكثر من 50 عاما، واليوم ترجمها واقعا بعض طلاب وطالبات المملكة، الذين لم تكن دراستهم وقراءاتهم مجرد حفظ، بل علم تشرّبته عقولهم ثم خرج في هيئة ابتكارات واختراعات قدمتهم للعالم، فاحتفى بهم.
"القراءة حافزنا الأول"، بتلك الكلمات استهل الموهوبون السعوديون الذين حصدوا، أخيرا، سبع جوائز كبرى وخمس جوائز خاصة في مسابقة معرض "إنتل آيسف" الدولي للعلوم والهندسة 2018، حديثهم لـ"الاقتصادية"، مؤكدين أن أفكارهم جاءت تحت مظلة "رؤية المملكة 2030"، التي شجعتهم على الابتكار وحب القراءة والاطلاع.
تالة أبو النجا، ذات الـ14 ربيعا من المنطقة الشرقية، إحدى المشاركات في المسابقة التي أُقيمت في مدينة بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، لم تكن تعلم عند مشاركتها ضمن مدرسة مشاريع دمج المكفوفين، أن يدفعها ذلك ويحفزها على إيجاد ابتكارات تساعد على رفع تحصيلهم الدراسي وانخراطهم في المجتمع، ومن ثم تصل بذلك إلى الحصول على جائزة عالمية.
ولم يقف الطالب الموهوب حسن الخنيزي؛ مكتوفا متفرجا أمام مشكلة بيئية، عجزت عن حلها دول، حيث أسهم بدافع حب الوطن أولا والعلم ثانيا، إلى تطوير نوع جديد من الوقود ليكون بديلاً للبنزين والديزل في محركات الاشتعال الداخلي، حيث إن نتائجه عالية الكفاءة وقليلة الانبعاثات، إذ سيكون استخدام هذا النوع من الوقود للمركبات نظيفا وذا قيمة ليست بالعالية.
وتنوعت المشاريع والابتكارات التي تقدم بها طلاب وطالبات المملكة، إذ اهتم المشروع الذي نال الطالب الموهوب فيصل الدوسري عنه جائزة في معرض "إنتل آيسف"، بمعالجة مشكلة زراعية، وهي انتشار البذور الطفيلية في التربة التي تتسبب في قتل النبات المزروع؛ ما يلحق بالمحصول خسائر هائلة؛ حيث يعمل المشروع على تكوين هرمونات نباتية جديدة تقوم بالتخلص من البذور الطفيلية وتحمي النبات في الوقت نفسه، ما يؤدي إلى فائدة كبيرة تكمن في سهولة إنتاج النبات والمحصول، إضافة إلى زيادة الأكل الصحي سواء كان ذلك في السعودية أو خارجها.
ومع انتشار ظاهرة الإشعال المبكر، التي تؤثر سلبا على كفاءة محركات البنزين وانبعاثاتها وسلامة قطعها، جاء بحث الطالب الموهوب يوسف الحمادي، الذي يهدف إلى إيجاد حل لهذه الظاهرة التي انتشرت بالتزامن مع موجة تصغير المحركات ثمانية وستة وأربعة سلندرات، إذ يدور البحث في إطار الحد من هذه الظاهرة وتحسين محركات البنزين.
وبين الحمادي أن بداية فكرته جاءت من المعهد السعودي للبحوث العلمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كوست".
وقالت الطالبة الموهوبة نورة العمري؛ إن اهتمامها وشغفها بعالم الطاقة الشمسية بدأ تقريبا منذ نحو عامين؛ حيث كانت تشاهد الألواح الشمسية وهي مركبة فوق منازل السكان البريطانيين؛ ما جعلها تتساءل: لماذا لا يتم استخدام هذه الألواح في بلادي السعودية التي تحظى بكمية وافرة من الإشعاع الشمسي.
وأكدت أن البداية كانت عبر هذه النقطة بالتحديد ومن خلالها بدأت رحلة البحث والاستطلاع عن الألواح الشمسية.
وأوضحت العمري؛ أن بحثها يهدف إلى تعزيز كفاءة الألواح الشمسية، وذلك باستخدام الأنابيب الحرارية والمولدات الكهروحرارية التي تأتي فكرتها تحت مظلة "رؤية المملكة 2030".

الأكثر قراءة