بعد 60 عاما.. رائعة هتشكوك تظهر في 650 دار عرض
ضمن مشروع عرض سلسلة الأفلام الكلاسيكية "تي سي إن بيج سكرين"، واحتفالا بذكرى أشهر المخرجين حول العالم، يعود فيلم "فيرتيجو" للمخرج الشهير ألفريد هتشكوك إلى دور العرض الأمريكية، الأحد المقبل، الذي من المقرر عرضه في قرابة 650 موقعا.
ورغم أن نسب المشاهدة الأولية للفيلم، الذي يعود إلى عام 1958، كانت فاترة ولم يحقق أرقاما جيدة في شباك التذاكر، إلا أن سمعة "فيرتيجو" تتزايد بمرور السنين، حيث إنه في عام 2012، حل "فيرتيجو" محل "سيتيزن كين" كأفضل فيلم في ترشيحات النقاد بعد تربع الأخير على عرش التقييم لنحو 50 عاما.
وألفريد جوزيف هتشكوك منتج ومخرج أفلام إنجليزي ولد في 13 أغسطس 1899 وتوفي في 29 أبريل 1980، وكان رائدا في عديد من التقنيات والتشويق والإثارة النفسية في الأفلام، بعد نجاحه في السينما البريطانية في كل من الأفلام الصامتة والأفلام الصوتية في وقت مبكر عُرف بكونه أفضل مخرج إنجليزي، انتقل إلى هوليود عام 1939 ، وأصبح مواطنا أمريكيا في عام 1955.
خلال حياته المهنية التي امتدت أكثر من نصف قرن، أسس هتشكوك لنفسه أسلوبا إخراجيا معروفا ومميزا، حيث كان من الرائدين في استخدم الكاميرا للتحرك بطريقة تحاكي نظرات الشخصية في الفيلم، مجبرا المشاهدين على الانخراط في شكل من أشكال التلصص، وقام بتأطير اللقطة لزيادة القلق والخوف أو التعاطف، واستخدم طريقة مبتكرة في مونتاج الفيلم. وتتضمن قصصه غالبا أشخاصا هاربين من العدالة برفقة شخصيات نسائية، وعديدا من أفلام هتشكوك لديها نهاية "ملوتية" وحبكات مثيرة تتضمن تصوير العنف والقتل والجريمة، والعديد من الأسرار، مع ذلك، تستخدم كشرك أو وسيلة تخدم موضوعات الفيلم والامتحانات النفسية التي تمر بها الشخصية، مستعيرا في أفلامه عديدا من مواضيع تحليل نفسي.
العديد من أفلام هيتشكوك لها نهايات مثيرة للجدل أحداثها مشوقة فهو يركز على تصوير العنف والقتل والجريمة، ويستخدم كثيرا من الغموض كخدع بصرية أو ما يسمى MacGuffins لكي تخدم موضوع الفيلم والحالة النفسية للشخصيات. تقتبس أفلام هيتشكوك أيضا عديدا من محاور التحليل النفسي، وأصبح ألفريد هيتشكوك رمزا ثقافيا من خلال وجوده الشخصي في مشاهد صغيرة من أفلامه الخاصة والمقابلات ومقاطع الأفلام القصيرة وبرامج التلفزيون التي يقدمها. أخرج هيتشكوك أكثر من خمسين فيلما في حياته المهنية التي امتدت ستة عقود، ينظر له في كثير من الأحيان على أنه أعظم مخرج بريطاني، وجاء في المرتبة الأولى في استطلاع لنقاد السينما عملته مجلة "دايلي تيلجراف البريطانية" في 2007، والتي قالت: " مما لا شك فيه أنه أعظم مخرج خرج من هذه الجزر، وهيتشكوك فعل أكثر من أي مخرج آخر ليصقل السينما الحديثة، التي ستكون مختلفة تماما من دونه.
كان موهوبا في طريقة السرد وحجب المعلومات المهمة (من شخصياته ومنا) بهدف إثارة مشاعر المشاهدين وبرع في ذلك ليس مثل أي شخص آخر، مجلة MovieMaker وصفته بأنه المخرج الأكثر تأثيرا على الإطلاق، ويعتبر على نطاق واسع واحدا من أهم فناني السينما.