«موت صغير» .. رواية كتبت بمحض الصدفة وصلت للعالمية

«موت صغير» .. رواية كتبت بمحض الصدفة وصلت للعالمية

"لأن المعرفة ثمينة .. فعاليتنا دون رسوم" تحت هذا الشعار افتتحت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ملتقى كتاب الشهر الذي استضاف الدكتور محمد حسن علوان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2017 "البوكر" عن روايته "موت صغير".
"الرواية التي كتبتها بمحض الصدفة"، هكذا وصف علوان روايته الفائزة، التي بدأ بحسب كلامه في كتابتها، ثم تركها واتجه إلى فكرة رواية أخرى، لكن سرعان ما عاد لإكمال "موت صغير".
وقال علوان، إن أول أسباب كتابة رواية "موت صغير"، اهتمامي بالدراسات البحثية المتعلقة بمحيي الدين ابن عربي، حيث عز علي أن أسال نفسي لماذا كان يسافر طوال 40 عاما باستمرار دون التوقف حتى لا يكاد يصل مدينة حتى يرحل إلى أخرى، مضيفا "لم تقنعني الإجابة الكلاسيكية المعتادة لأنه كان "يدرس" والحقيقة أنه كانت هناك أسباب أخرى لم أعرفها حينها".
وأضاف الدكتور علوان "وجدت في وهلة ما في وقت فراغ في أحد أيام الشتاء القارص في كندا، أنه ربما تكون هناك فرصة لكتابة سيرة محيي الدين بن عربي تخيلا وسردا ورواية، لذكر ما غقل عنه التاريخ.
وفي إجابة لسؤال أحد الحضور لماذا كان موت صغير ؟ قال علوان لأن "الحب موت صغير" وهي عبارة لابن عربي من العبارات المفتوحة على التأويل فلا نعرف أيذم الحب أم يمدحه.
وردا على سعد الغريبي الذي سأل عن الحقبة الزمنية التي انطلقت من عندها الرواية أكد علوان أن هدفه كان متعة السرد، مشيرا إلى أن الرواية ليست كتابا تاريخيا يعتمد عليه عليه بقدر ما هي متعة للقارئ، وتمثل خيال الكاتب.
وعن استخدام الكلمات الأعجمية في الرواية أوضح أنها تعود إلى خياله وأنه خلال حياة ابن عربي كانت اللغة الأعجمية والتركية واللغات الأخرى تطغى على اللغة العربية.
وأشار علوان إلى أن حالة الكاتب الشعورية لا تنفصل عن كتاباته إلا بصعوبة، لافتا إلى أنه سبق أن كتب روايات بحزن بسبب شعوره به لفقدان أحد الأشخاص المهمين في حياته.
وسعى علوان من خلال الرواية التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في دورتها العاشرة، إلى تعريف القارئ بمعاناة ابن عربي النفسية وكذلك ما واجهه هوشخصيا من نبذ وسوء فهم والتصوف عموما من مدارس العلوم الدينية الأخرى.
وتعد رواية "موت صغير" الخامسة بين روايات علوان، إذ كانت "سقف الكفاية" التي صدرت في 2002 باكورة أعماله الروائية، تلتها "صوفيا" في 2004، ثم "طوق الطهارة" التي صدرت في 2007، وبعدها أطلق "القندس" في 2011. وأصدر كتاب "الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه" في 2014.
وتناول علوان البعد الفكري لحياة ابن عربي، من منظور "روائي"، وأكد أن تعرضه لبطل الرواية ليس بصفة سيرة ذاتية وصفية، مشيرا إلى إيمانه بأهمية وضع ابن عربي تحت الضوء لاعتبارات عديدة، منها نزعاته إلى الترحال، والمسببات الافتراضية المتعددة لذلك.

الأكثر قراءة