اختفاء صناعة السيوف من «الجنادرية» .. واستبدال الخناجر المحلية بالمستوردة

اختفاء صناعة السيوف من «الجنادرية» .. واستبدال الخناجر المحلية بالمستوردة

قد يكون الدخل المادي لبعض المهن ضعيفا أو تقلص مع مرور الزمن، إلاّ أن قيمتها الحقيقية تبقى فيما تمثله من ماض عريق وما تعبر عنه من أصالة الآباء والأجداد وتاريخهم وثقافتهم، ومن تلك المهن صناعة السيوف، التي اختفت من مهرجان الجنادرية هذا العام.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها على "الجنادرية" اختفاء صنّاع السيوف، الذين كانت جنبات المهرجان تعج بهم خلال السنوات الماضية، كما أن بعضا من العاملين في صناعة الخناجر والجنابي والأسلحة البيضاء، استبدلوا البضائع المحلية بالمستوردة، مع إضافة لمسات خفيفة عليها من قبلهم.
وقال لـ"الاقتصادية" حسن بن سعد -أحد الحرفيين-، إنه يعمل في صناعة الخناجر منذ 45 عاما، حيث تعد من الأسلحة المهمة، وزينة للرجال يتحلون بها في المناسبات المهمة، إضافة إلى كونها ثروة، قد تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الريالات.
من هذا الجانب قال لـ"الاقتصادية" حسن بن سعد إنه يعمل في صناعة الخناجر منذ 45 سنة، مبين أن الجنابي والخناجر كانت من الأسلحة المهمة وهي أيضا زينة الرجال التي يتحلون بها في أغلى مناسباتهم، وهي خزينة - أي ثروة- قد تصل قيمتها إلى مئات الآلاف.
وأوضح أن عدد صناع الخناجر والجنابي تقلص بشكل كبير، نظرا لقلة الشباب الراغب في تعلم الحرفة والدخول في المجال، مشيرا إلى أن بعض الحرفيين استبدلوا صناعتها باستيرادها من الخارج كاليمن وعُمان وغيرها، مع إضافة بعض اللمسات عليها كتغيير المحازم وتطعيم العسيب "الغمد"، والمقابض الفضة.
وأشار إلى أن صناعة السيوف غابت لعدم وجود من يتقن صناعتها، موضحا أنه يعمل على صقلها وتجديدها فقط.
من جانبه، لفت فهد بن حسن إلى أنه يعمل في حرفة صناعة الجنابي والخناجر منذ أن كان صغيرا، منذ ما يقارب الـ 20 عاما، مبينا أن أسعار الجنابي والخناجر تراوح مابين 200 ريال إلى 100 ألف ريال وأكثر حسب المواد المستخدمة في صناعتها والمجهود الفني لزخرفتها كنوع الحديد كالمسمار، السيناو، الرمان بلي وغيرها أيضا نوع المقبض، الذي يصنع من البلاستيك، الفيبر، العظم، القرون، العاج، أو من قرن وحيد القرن.
وبين أن دخول العمالة الوافدة في هذا المجال أساء كثيرا لهذه الصنعة، حيث إنهم أغرقوا السوق بالجنابي والخناجر الرديئة التي يجلبونها من باكستان واليمن وعمان بأرخص الأثمان، وبعضهم يقوم بعمل بعض التغيرات عليها ليوهم المشتري أنها محلية الصنع.
بدوره، قال ناصر العمدة إنهم ورثوا عديدا من الجنابي والسيوف والخناجر والبنادق من والدهم الذي كانت هوايته جمعها، ولديهم متحف في الباحة يضم خمسة آلاف قطعة ما بين خناجر وسيوف وبنادق وغيرها من القطع الأثرية، وكما أنه يعمل على تجديد وصقل الخناجر والجنابي والسيوف والأسلحة القديمة، وتطعيمها بالفضة وإصلاح "الغمد"، وبيعها، مبينا أن الجنابي عدة أنواع، المجلدة، المالكية، التي تصاغ من الفضة، كما أن السيوف عدة أنواع منها الدمشقية، والهندية، والعمانية.

الأكثر قراءة