بعد 40 عاما على وفاته.. المخرج هتشكوك مصدر إلهام في عالم التشويق والجريمة

بعد 40 عاما على وفاته.. المخرج هتشكوك مصدر إلهام في عالم التشويق والجريمة

بعد نحو أربعة عقود من وفاته، ما زال المخرج ألفريد هتشكوك يمثل فئة بذاته في عالم التشويق والجريمة، ليس فقط لمخرجي الأفلام، بل أيضا لمؤلفي هذه النوعية من الكتب الذين يرجعون إلى أعمال هتشكوك ليستلهموا نماذج للأجواء والسرد في كتبهم.
ورغم أن كثيرا من أعماله السينمائية مستلهمة من روايات وقصص قصيرة، إلا أن هتشكوك هو المخرج والمنتج الوحيد الذي حصل على جائزة "جراند ماستر إدجار" من رابطة كتاب التشويق والجريمة الأمريكيين، عن مجمل أعماله وهي الجائزة التي نالتها أيضا أجاثا كريستي، وإلمور ليونارد، وجيمس كاين. كما حصل هتشكوك أيضا على جائزة "رايفين" من نفس الرابطة عن إسهاماته المتميزة في هذه الفئة، ولا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققته في الأوساط الفنية.
كما لا تزال مجلة "ألفريد هتشكوك" المجلة الأولى المفضلة لنشر أعمال مؤلفي كتب الجريمة، ومن الواضح للغاية أن إيه جيه فين مؤلف كتاب " ذي وومن إن ذا ويندو" (المرأة في النافذة)، الذي حقق أعلى المبيعات، كان متأثرا بهتشكوك إلى حد كبير.
وقد ذكر للأسوشيتد برس أخيرا أن هتشكوك أثبت أن التشويق له تأثير مماثل- إن لم يكن أكبر- من المفاجأة، وإنه ربما يفوق أساليب التخويف وأساليب الإثارة الرخيصة، وان أسلوب الكتابة ربما يضيف للرواية بدلا من أن يغطي عليها". يشار إلى أن فين هو الاسم الذي اشتهر به دانييل مالوري الناقد والمحرر الأدبي. يذكر أن المُخرج البريطاني أصبح مدرسة خاصة لسينما الرعب والجريمة والإثارة خلال القرن العشرين، حيث أسس مدرسة رصينة لا تستنزف المُشاهد في الحيرة، بل تجبره على المُتابعة و الترقب لقراءة سطور الحدث، وذلك عبر عشرات الأعمال المُميزة التي أثبتت كفاءته. وأعاد «هيتشكوك» تصميم مفهوم أفلام «الرعب» على طريقته الخاصة غير التقليدية، فالعديد من تفاصيل حياته اليومية ابتعدت عن التقليدية والرتابة أيضًا، واجتاحتها طرافة وغرابة في بعض الأحيان، ربما تُسهم في رسم صور مُغايرة لـ«هيتشكوك» في أذهان مُحبيه.
وعلى الرغم من احترافه إثارة غريزة الخوف لدى جمهوره العريض بسلسلة من المشاهد مُحكمة التنفيذ شديدة الواقعية، كان لدى «هيتشكوك» سلسلة من مخاوفه الخاصة التي تصل حد الرهاب والتي تبدو للبعض غير منطقية، ومن هذه المخاوف، الخوف من «البيض» و«رجال الشرطة».
وترجع فوبيا «هيتشكوك» من رجال الشرطة إلى تجربة في طفولته، حيث أرسله والده لقسم الشرطة المحلي مُحملاً بورقة يجهل محتواها، وطلب منه أن يُعطيها لضابط الشرطة الذي حبسه لمدة 10 دقائق بمجرد أن قرأ الرسالة، وبعد إطلاق سراحه قال رجل الشرطة لـ«هيتشكوك» الصغير: «هذا ما يحدث للأفراد عندما يقومون بأفعال خاطئة».
ويظهر «هيتشكوك» على طابع بريد أمريكي تذكاري، أُصدر في 11 أغسطس عام 2009، تكريما له على البرنامج التليفزيوني «ألفريد هيتشكوك يقدم».

الأكثر قراءة