صندوق الأمير سلطان .. الأول على العالم!
لا يمكن للحكومة ـ أي حكومة ـ أن تقوم بكل نشاط أو حركة أو تقدم وحدها .. فالحكومة ـ أي حكومة ـ لها ميزانية محددة بشروط وقوانين وحدود تجعلها مقيدة بالنصوص والمشاريع الكبرى .. لا بد إذن من وجود نشاط مواز أو مكمل لعمل الحكومة يقوم به رجال يؤمنون بأدوارهم في مساعدة المجتمع على التقدم .. خاصة مساعدة المرأة على أن تعمل وتنتج وتساعد في النشاط العام.
ولعل صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات يقدم النموذج الذي يجب أن يحتذى للنشاط الاقتصادي والاجتماعي المكمل لعمل الحكومة.
وصندوق الأمير سلطان ليس مشروعا خيريا، كما أوضح الأستاذ حسن الجاسر الأمين العام للصندوق .. إنه صندوق تمويلي على استعداد لتمويل المشاريع الصغيرة للسيدات ولا يشترط السن أو الخبرة أو المؤهل للتمويل .. المهم هو الاقتناع بجدوى المشروع .. وقد قام الصندوق بتمويل 16 مشروعا للفتيات من بين 30 مشروعا قدمت إليه .. وكما يقول الجاسر إن الصندوق لن يتجاوز الضوابط والمعايير الاجتماعية في المشاريع التي يمولها .. فهو يريد فتح مجالات عمل للمرأة فقط لأن هذه المجالات لا تزال محدودة .. ويحاول كما يقول إقناع المجتمع بفتح مزيد من فرص العمل أمام المرأة وتدعيم الانفتاح على الأفكار الجديدة ضمن ضوابط المجتمع ومعاييره.
وفي المؤتمر الصحافي الذي حضرته الزميلة رحمة دياب في الدمام "قال البعض إن تمويل 16 مشروعا بمبلغ أربعة ملايين ريال قليل جدا"، ولكن الجاسر "أكد أن ما حدث هو إنجاز بجميع المقاييس، فهو أول صندوق في العالم يمول هذا العدد من المشاريع.
وجاء الخبر المهم خلال المؤتمر، وهو أن صندوق الأمير سلطان سيقيم "حاضنة" لأعمال السيدات في شكل برج كبير كمقر للصندوق على أرض تبرعت بها الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية لإقامة مشروع حاضنات أعمال السيدات وهو إنجاز ضخم للصندوق.
من وجهة نظري أرى أن مثل هذا النشاط هو السبيل الأفضل لدعم المرأة في مسيرتها، فتحية للأمير وللقائمين على الصندوق.