«العزم يجمعنا».. منعطف تاريخي
لا شك أن العاصمة السعودية الرياض ستطوق اليوم أعناق وسائل الإعلام العالمية حيث القمم الثلاث المهمة والتاريخية، التي أطلق عليها مسمى "العزم يجمعنا"، وستجمع الأولى خادم الحرمين الشريف الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي رونالد ترمب، والثانية ستكون قمة خليجية ــ أمريكية، والثالثة وهي الأكبر ستحظى باجتماع عربي إسلامي ــ أمريكي، يضم أكثر من 50 زعيم دولة.
زيارة الرئيس ترمب للرياض اليوم، بلا أدنى شك، تعد سابقة تاريخية لم يفعلها رئيس أمريكي سابق، فالعادة جرت أن تكون الزيارة الأولى لكل رئيس أمريكي منتخب صوب كندا أو المكسيك، لكن ترمب اختار في هذه المرة السعودية، في دلالة على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الرياض بواشنطن، وينتظر أن يتم تعزيزها بشكل كبير في عهد الرئيس ترمب، الذي كتب أمس عبر حسابه في "تويتر" "أنا متحمس لزيارة الرياض"، واصفا الزيارة بالتاريخية، أيضا توافد أكثر من 50 زعيما عربيا ومسلما إلى الرياض لحضور القمة العربية ــ الإسلامية ــ الأمريكية، دليل على الدور الريادي والمكانة الكبيرة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في نفوس العرب والمسلمين أجمعين، وتأكيد على أن هم القيادة السعودية لا يختزل داخل الحدود، بل تحظى كل هموم العرب والمسلمين بحرص الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد، وسعيهم الدؤوب في حل كل المشكلات التي تعتري كل البلاد العربية والإسلامية، وصون أراضيهم وخيراتهم، وفي مقدمتها القضية الأساس القضية الفلسطينية، التي ينتظر أن تحظى بمناقشات عميقة مع الرئيس الأمريكي ترمب.
هذا الحشد الكبير من القادة والزعماء، الذي تستضيفه السعودية، يعد ثاني حشد بعد اجتماعات هيئة الأمم المتحدة، وينتظر أن تصدر عنه قرارات مهمة، وحشد عالمي لمحاربة الإرهاب بكل أصنافه وطوائفه، ووقف التدخلات الإيرانية الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، التي تضرر منها كثير من البلاد كالعراق وسورية واليمن ولبنان، وحلحلة كثير من القضايا في المنطقة، ومن أهمها القضية الفلسطينية.
هذا الاصطفاف العربي والإسلامي خلف السعودية، وهي تجتمع بحليفها الأكبر في العالم أمريكا، دلالة على جدارتها بقيادة العالم الإسلامي، ويؤكد أنها كانت ولا تزال وستبقى لاعبا أساسيا في المشهد السياسي العالمي.