مؤتمر انابوليس نقطة الانطلاق وليس خط النهاية

مؤتمر انابوليس نقطة الانطلاق وليس خط النهاية

في الوقت الذي يحظى فيه مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي تستضيفه الولايات المتحدة باهتمام كبير فإن مدى التقدم الذي سيحرزه هذا المؤتمر لن يقاس كثيرا بما سيحدث فيه بل بما سيحدث بعد أن يحزم الدبلوماسيون حقائبهم ويعودون إلى بلدانهم. وأوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن المؤتمر إنما هو نقطة بداية تستهدف إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين ببدء محادثات تستهدف التغلب على العقبات الرئيسية التي أعاقت الجهود السابقة وبناء الثقة بين الجانبين بعد عقود من العنف بالضغط عليهما لحملهما على العمل معا. وصرحت رايس قبيل مؤتمر أنابوليس في ولاية ميريلاند اليوم بأن "نجاح هذا الاجتماع يتمثل حقيقة في إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل إقامة دولة فلسطينية ومن ثم الحل القائم على
دولتين". وسعيا منها لنيل أوسع دعم دولي ممكن طلبت رايس من أكثر من 40 بلدا ومنظمة دولية المشاركة في أنابوليس على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت كلها ستحضر. وسيكون هدف رايس إقناع الدول العربية بدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تعاملاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت. وستساعد المساندة العربية عباس على تقديم تنازلات صعبة. ولذا تمت دعوة السعودية وسورية وهما لا تعترفان بإسرائيل لحضور المؤتمر. لكن دور الولايات المتحدة في الوساطة سيكون بمثابة العامل الحاسم في مسألة إحراز تقدم من عدمه, وذلك بعد التقاط الصور والمصافحات في أنابوليس، بحسب رأي دانيال كيرتزر وهو سفير سابق للولايات المتحدة لدى إسرائيل كما أنه شارك أخيرا في تأليف كتاب عن تاريخ مفاوضات سلام الشرق الأوسط. وقال كيرتزر في مقابلة هاتفية إنه يجب على الرئيس جورج بوش ورايس ألا يسمحا للحرب في العراق بأن تشغلهما عن مواصلة الضغط على أولمرت وعباس للتحرك قدما في مفاوضات ثنائية, وعدم السماح للقضية بالانزواء بعد أول مؤتمر موسع يعقد خلال سبع سنوات. وتساءل السفير السابق "هل الولايات المتحدة مستعدة لمراقبة مسلك (الإسرائيليين والفلسطينيين) ومساءلتهما عن تنفيذ ما يعدان به؟". وقال كيرتزر إنه عندما تقوم إسرائيل بتوسيع المستوطنات أو إقامة مستوطنات جديدة بالمخالفة للاتفاقيات السابقة ورأي الولايات المتحدة، فإنه يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين أن ينسلخوا عن الماضي وأن يكونوا أكثر استعدادا لانتقاد إسرائيل كما يفعلون مع الفلسطينيين. وأضاف "يجب أن تصنع السياسات في واشنطن وليس في القدس .. إذا كنا سنقول للفلسطينيين بالضبط ما يقوله أولمرت، فإنهم سيدركون حقيقة الأمر". وكان يعتقد في البداية أن رايس ستستضيف المؤتمر لكن في مؤشر على أن
البيت الأبيض مصمم على إحراز تقدم فإن بوش سيحضر المؤتمر ويلقي الخطاب الرئيسي أمامه. وسيعقد بوش اجتماعات منفصلة مع عباس وأولمرت ثم يجمعهما معا في اجتماع ثلاثي أثناء المؤتمر ثم يعقد اجتماعات منفصلة مع الرجلين مجددا يوم الجمعة المقبل. يذكر أن بوش دعا عام 2002 إلى قيام دولة فلسطينية كأساس لحل الصراع وكان أول رئيس أمريكي يفعل ذلك.
ولم تستبعد رايس التي كانت تتحدث إلى مجموعة من الصحافيين أخيرا إمكانية التوصل إلى تسوية إسرائيلية - فلسطينية قبل مغادرة بوش البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) عام 2009, لكنها حذرت من أنه ليس ثمة ضمان لذلك. وقالت رايس"لقد قالت الأطراف إنها ستبذل الجهد للوصول إلى هذه التسوية في عهد هذا الرئيس .. هذا ما سنحاول أن نفعله".

الأكثر قراءة