الشواكيش.. غضب الشيوخ على الشباب

الشواكيش.. غضب الشيوخ على الشباب

بخشة كلمة تركية تعني حديقة، وشاكوش كلمة تركية أيضا تعني مطرقة. والكلمتان مستخدمتان لدى بعض العرب بالمعنى الأصلي. وفي النصف الثاني من القرن الـ 14 الهجري، ولسبب أجهله أطلق بعضهم على كبار السن من الرجال لقب الشواكيش، وللواحد منهم شاكوش، ويبدو أن سبب التسمية هو شبه لحيتهم المعروفة باللحية السعودية، أو السكسوكة، برأس المطرقة. ومر الشاعر الراحل عبد الله بن رمضان التميمي، رحمه الله، في أوائل الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي، بإحدى الحدائق، فسمع بعض الشباب الصغار يصفون كبار السن بالشواكيش، فأغضبه ذلك، ودخل معركة شعرية مع هذا النوع من الشباب، كانت أولها هذه القصيدة:

لقيت بالبخشة طيور بلا ريش
جنحانها وأذنابها دقم وقصار
طيور مرباها من السوق للحيش
وإلى اونست لفح الهوا تزبن الدار
فيهم طبايع من طوال العكاريش
وفيهم من الطليان تدويج وخوار
قضوا على اللحية وحطوا كشاكيش
وقاموا يحنون البراطم والأظفار
البودرة في خدودهم تقل ورنيش
وحطوا بأصابعهم خواتم لها أسرار
جيل خبيث لو يجي فيه تفتيش
ظهر كثير منه أناثي له أذكار
اللي يسمون النشاما شواكيش
أهل اللحى بأفكارهم مالهم كار
وأهل اللحى صبيان نجد المداغيش
اللي لهم فضلٍ على الضيف والجار
يوم السنين شداد والرزق تنويش
وهم يبوجون الفيافي والأقطار
ذولا جماميل وذولا قراريش
وذولا لهم دورٍ على قحص الأمهار
تلقى الولد مثل الفهد بالمطاريش
على الشدايد حيث ما كان صبار
واليوم كثر الخير والأمن والعيش
وقت تساوت فيه الأذرع والأشبار
يظهر شبابه ناعم ما بعد هيش
فيه الولد يظهر كما عشبة الغار
يمشون بالأسباب مثل الدراويش
وإلى أذن المذن يهجّون عبار
ما تسمع إلا ويش زيك وقد ايش
ويطرب إلى أوحى دق عود ومزمار
عسى شباب ما يجي به نغاميش
يحيى حياة الذل وإن مات للنار

الأكثر قراءة