نورة الحمد .. قصة نجاح في عالم ريادة الأعمال

نورة الحمد .. قصة نجاح في عالم ريادة الأعمال

ما من جواد يكبو للنهاية، وما من فارس يغفو للأبد، وخسارة شيء لا يعني فقد كل شيء.. مبدأ لطالما كان دافعا لكثيرين وعاملا رئيسا من عوامل نجاحهم كحال نورة الحمد، التي اتخذت منه دليلا في مشوارها، وشارة في طريقها، ما ساعدها على النهوض بعد خسارتها في شراكة سابقة لها كبدتها خسارة مادية، وتحولها إلى اسم معروف في عالم ريادة الأعمال، وبالتحديد في خدمات تنظيم المناسبات والحفلات، يطمح للولوج إلى الأسواق العالمية قريبا.
وتخصصت نورة محمد الحمد ــ خريجة قسم الفنون والتصميم ــ في تجهيز الضيافة بصفة عامة للحفلات والمناسبات، حيث اعتمدت على تفضيل بعض العملاء أن تكون ضيافتهم من مكان واحد، بدلا من تجشم عناء البحث في المحال المختلفة، فتعمل على توفير الأصناف المطلوبة التي يحتاج إليها مجال الضيافة، لتصبح بذلك بالنسبة للعميل نقطة التقاء العالم.
وحول دخولها مجال التجارة، أوضحت لـ "الاقتصادية" نورة الحمد، أن فكرة الدخول لعالم التجارة بدأت عام 2009، بعدما عرضت عليها إحدى مصممات مناسبات الزواج المشاركة بتوفير الشوكلاته فقط في المناسبات التي تتولاها دون الدخول معها في شراكة عامة في المجال، مشيرة إلى أن المشروع فشل وانتهى بهن الحال إلى فض الشراكة.
وعزت أسباب الفشل إلى الأخطاء التي حصلت في المشروع بسبب ضعف الخبرة وصغر السن، مؤكدة أن فشل المشروع كان بداية التحدي مع الذات بالنسبة لها "فإما أن أبدأ من جديد، وأتحدى الظروف وإما أقف حيث انتهيت".
وتقول: "قررت حينها البدء في مشروعي الحالي بعد اقتراضي مبلغا ماليا، خصوصا بعد فقداني رأس المال من جراء خسارتي في المشروع السابق الذي لم أخرج منه بفائدة مادية سوى اشتراكي في معرض كان بداية انطلاقتي في مشواري التجاري الجديد، الذي استأجرت له محلا في معرض للورود والشوكولاتة، مستفيدة من توافر عملاء سابقين".
ولفتت إلى أن بداية مشوارها لم يخل من العقبات، كونها امرأة وتحتاج إلى من يساعدها في إتمام الإجراءات والمعاملات الحكومية، مستدلة باستخراج العلامة التجارية لمشروعها، التي استغرقت قرابة العامين حتى حصلت عليها، على الرغم من أن النظام ينص على استخراجها في وقت قصير جدا، وذلك بسبب التشابه مع علامة تجارية أخرى في النطق بنسبة 30 في المائة، إضافة إلى التعامل المباشر مع العملاء، الأمر الذي شكل في البدايات عقبة بالنسبة لها كفتاة، لكنها خرجت من هذه التجربة أكثر ثقة بإكمال حلمها ــ حسب قولها.
وأفادت نورة الحمد بأن المنافسة جعلتها تبذل قصارى جهدها لتبقى الأفضل، ولا سيما أنها لا تعتمد على الإنتاج المحلي، بل إن منتجاتها عالمية تجمع بين أسماء عالمية والمنتج الخليجي، كون بعض الزبائن لا يريدون المنتج المحلي.
وعن أحدث مشاريعها، قالت الحمد إنها تستعد لافتتاح فرع آخر لمشروعها في مدينة الرياض، يغطي منطقة الخليج في الخدمات التي يقدمها، مشيرة إلى تنظيمها عديدا من المناسبات في داخل المملكة وخارجها مثل دبي، أبوظبي، والبحرين، كما توجد لديها محاولات للمشاركة في المحافل الاجتماعية للجامعات والمدارس، ما يمنحها انتشارا أوسع. وفيما يخص ارتفاع أسعار الخدمات التي تقدمها، أوضحت أن عديدا من الزبائن يرون أنها الأغلى بين نظرائها، موضحة أن أسعارها متقاربة مع أسعار السوق، إذ يراوح سعر الكيلو من 480 إلى 700 ريال، باستثناء الطلبات الخاصة التي لا تتوافر إلاّ بناء على طلب العميل، مثل بعض الماركات التي تأتي من فرنسا وتبلغ قيمتها 800 ريال، ما يجعلها تبيع بسعر أعلى وهذا هو أساس العمل التجاري، مؤكدة أن ارتفاع الأسعار هذا لم يؤثر في القوة الشرائية أو عدد الزبائن.
وتسعى نورة للوصول إلى العالمية من خلال فتح فروع في باريس ولندن، بعد الخطوة القادمة التي ستكون في منطقة الخليج، آملة أن تتبنى الجهات المعنية المشاريع الشبابية ودعمها بشتى الوسائل والإمكانات، كون الشباب هم كنز الوطن وثروته.

الأكثر قراءة