العشق من أول نظرة

يذكر الرحالة الشهير عبد الله فيلبي أثناء رحلته إلى شبوة في اليمن عام 1936، وكان معه بعض الحراس والمرافقين من نجد، أنهم مروا ببئر في شبوة، ثم يصف البئر ويورد قصة العشق الذي حصل لصاحبه النجدي من أول نظرة. يقول فيلبي: "الجدار الداخلي للبئر مبطن بكتل صغيرة غير مشذبة من الحجارة. وكان عدد من الرجال والنساء منهمكين في استخراج الماء لقطعانهم في دلاء جلدية مستديرة مربوطة بحبال، ولم يكن هناك أي منشآت عليا أو بكرات لتساعدهم على سحب الماء، وكانت النساء كاشفات وجوههن، ومن بينهن بعض الفتيات والشابات الجميلات، واللاتي جذبن ناصر، أحد حراسي الشخصيين النجديين، وهكذا تلكأنا هناك، بينما جلس هو يرمق بعينه ملكة الجمال المحلي، التي كانت فتاة جدّ جميلة ذات قوام رشيق، والتي نالت إعجاب جميع من بصحبتنا بطريقة غير واضحة، وقد تطوع أحد الرجال وأخبرنا أنه عرض عليها بالفعل ما لا يقل عن 400 ريال لطلب يدها، ولكنها رفضت، وقد احمرت وجنتا الفتاة خجلا منا وانهالت رفيقاتها في الضحك بسرور وصوت مسموع، وقلت للجماعة، إننا لو لم نكن رحالة مسافرين، لربما جنحنا إلى زيادة المبلغ المعروض لطلب يدها".