قصيدة السعدي النبطية

قصيدة السعدي النبطية

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت1376هــ) ـــ رحمه الله ــــ أحد كبار علماء السعودية والعالم الإسلامي في القرون الأخيرة، وكانت له محبة كبيرة في قلوب الناس وما زالت، وقد عرف عنه التواضع والسماحة ولين الجانب والزهد والإقبال على العلم والعبادة.
كان الشيخ السعدي ـــ رحمه الله ـــ حاجا مع جماعة من أهل عنيزة في بداية ظهور السيارات، وكان يلبس ملابس رثة لزهده، ولكونه في حال سفر، فانتقد أحد العامة ممن كانوا معهم في رحلة الحج لباسه وقال إنه "خَلَق" أي أنه ثوب بالٍ، وكان ذلك على مسمع من جميع من كانوا في السيارات، وقد قابل الشيخ انتقاده بابتسامة لطيفة، وبحكمة العالم الجليل، وأتبعها بقصيدة نبطية يرشد فيها هذا الشخص وغيره إلى بعض الأمور المهمة والمعاني السامية:
ما يرفع الثوب يا مخلوق
ما يرفعك غير ذكر الله
كبر وهلل عداك العوق
وحافظ على الدين والملة
ترى السفر دعوته من فوق
يا مسلم حج بيت الله
ولا ذكرت الولي برفوق
خل الجوارح يذلن له
الحج ياللي دعاك الشوق
احذر من الذنب والزلة
زادت بساطة الشيخ السعدي وتواضعه من محبته في قلوب الناس، وتقديرهم له، وذكر لي الدكتور عبد الله الصالح العثيمين أنه كان يلعب مع أبناء الحي في عنيزة، وهم أطفال، فيمر أمير عنيزة من حولهم، فلا يتوقفون عن لعبهم، بينما كانوا يتوقفون ويلتصقون بالجدار هيبة واحتراما وتقديرا ومحبة عندما يمر الشيخ السعدي، ولا يجرؤ أحد منهم على مواصلة اللعب حتى يغيب زول الشيخ عن الشارع.
لقد كسب الشيخ السعدي محبة الناس الصادقة بصفاته الذاتية وأخلاقه العالية وديانته السمحة، وكم عجز أقوام أن يكسبوا عشر معشارها رغم مناصبهم وأموالهم.

الأكثر قراءة