علي البدوي .. وقصة دخول الجمل العربي إلى أمريكا

علي البدوي .. وقصة دخول الجمل العربي إلى أمريكا
علي البدوي .. وقصة دخول الجمل العربي إلى أمريكا
علي البدوي .. وقصة دخول الجمل العربي إلى أمريكا
علي البدوي .. وقصة دخول الجمل العربي إلى أمريكا

في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، تمثال هرمي من حجر ينتصب فوقه جمل نحاسي .. أمر ببناء هذا النصب التذكاري حاكم أريزونا عام 1935 تكريما، وتخليدا للحاج علي البدوي السوري. وللحاج علي قصة تحكي دخول الجمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
#2#
عمدت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة الاندفاع نحو الغرب لإدخال الإبل كوسيلة من وسائل النقل في المناطق الصحراوية الشاسعة في جنوب غرب البلاد. وعندما أصبح جيفرسون دوفيز في عام 1853 رئيسا للجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأمريكي عمل على تنفيذ تلك الخطة، واشترت الولايات المتحدة في الفترة 1856 – 1857 عددا من الإبل من الشام، عملت في مراكز الانتشار المتفرقة في الجنوب الغربي كما استقدمت عددا من الأبالة لخبرتهم في هذا المجال. وكان رئيسهم يدعى الحاج علي. وتم استبعاد الإبل من الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي بعد توقف الحرب الأمريكية (1861-1865)، وتطور وسائل المواصلات الصحراوية هناك. أما الحاج علي فقد استمر في خدمة الجيش الأمريكي لعدة سنوات، ثم استقال ليعمل في مجال تعدين الذهب، وأصاب حتى وفاته عام 1902 ثراء وشهرة. وقد اعترفت ولاية أريزونا بهذا الخبير العربي وأقامت عند قبره نصبا تذكاريا هرمي الشكل نصبت فوقه بعيرا من المعدن. هذا ما وجدته في مصادرنا العربية. وهناك معلومات إضافية تذكرها مصادر أمريكية عن الحاج علي أو هاي جولي كما أسماه الأمريكيون، ألخصها في الفقرات الآتية:
#3#
تبدأ قصة هاي جولي (الحاج علي) وهو عربي من سورية، عندما أخبر وزير الحربية جيفرسون ديفيز بفكرة جديدة عن استيراد جمال للمساعدة في بناء وتموين الخط العربي من تكساس إلى كاليفورنيا، وكانت منطقة جافة وتشبه المناخ في الشرق الأوسط موطن الجمل. اقتنع ديفيز بالفكرة وعرضها على الكونجرس، وافق الكونجرس ووفر ثلاثين ألف دولار للمشروع، وأرسل الميجر هنري واين إلى الشرق الأوسط، واشترى ثلاثة وثلاثين من الإبل، وبصعوبة كبيرة حملوها على سطح إحدى السفن الحربية، وأرسلوها إلى تكساس. وهناك تولى أمرها الملازم إدوارد فيتزجيرالد بييل. ووصل لاحقا أربعة وأربعون أخرى من الإبل. وعين الحاج علي وبعض العرب لتعليم الجنود كيف يحملون على الإبل. وجد الأمريكيون صعوبة في نطق اسم الحاج علي، فأطلقوا عليه لقب هاي جولي. وفي عام 1857 خرج بييل في رحلة إلى الغرب، ومعه هاي جولي كقائد للجمالة. حمل كل جمل من ستمائة إلى ثمانمائة باوند، وقطعوا من خمسة وعشرين إلى ثلاثين ميلا في اليوم، وإذا قطعت المسافات بشكل جيد كانت ستوضع سلسلة من مكاتب البريد الخاصة بالجيش على امتداد الطريق الجنوبي الغربي، لتوصيل البريد والمؤن. وصلوا إلى كاليفورنيا، وعادوا إلى تكساس، وكان هذا نجاحا للملازم بييل. كتب بييل عن الجمل مبينا انبهاره: "كلما ازدادت شدة اختبار تلك الحيوانات (الإبل) كلما كانت جديرة بكل ما قيل فيها. تحمل الماء لأيام تحت الشمس المشرقة ولا تشرب قطرة. تحمل أحمالا ثقيلة من الذرة والشوفان لشهور ولا تأكل حبة واحدة. إنني أتطلع إلى اليوم الذي تستخدم فيه هذه الحيوانات الاقتصادية في كل طرق بريد هذه القارة".
#4#
كانت الحمير والبغال التابعة للجيش الأمريكي تخاف من المنظر الغريب لذلك الحيوان (الجمل). في عام 1858 قال وزير الحربية جون فلويد للكونجرس: إن استخدام الجمال في السهول والأراضي المنبسطة لأغراض عسكرية يمكن أن يصبح رسميا الآن. وحث الكونجرس على شراء ألف أخرى من الإبل، ولكن الكونجرس لم يفعل لانشغالهم حينذاك بالمشاكل بين الجنوب والشمال. ومع الطلقة الأولى في الحرب الأهلية مات مشروع الفرقة العسكرية للإبل. بيع بعضها في مزادات عام 1866 وهرب بعضها للصحراء، وقتل فيما بعد من قبل الصيادين وذهب بعض ما بيع في المزادات من الإبل إلى حديقة الحيوانات في كاليفورنيا، وبعضها ذهب للسيرك، احتفظ الحاج علي ببعضها، وبدأ عمله في الشحن بين المدن المطلة على نهر كولورادو ومخيمات وأماكن التعدين في الشرق منها. ولكن المشروع فشل، وأطلق الحاج علي آخر جماله في الصحراء بقرب جيلا بند Gila Bend. وفي سنوات لاحقة بعد أن تزوج امرأة من تكساس اسمها غيرتروديس سيرنا عام 1880، وولدت له طفلين، انتقل الحاج علي إلى كوارتز سايت في أريزونا وعمل في التعدين. توفي عام 1902 عن عمر يناهز 73 عاما، ودفن في مقبرة كوارتز سايت. وليوم وفاته كان الحاج علي يعتقد أنه ما زالت بعض الجمال تجوب الصحراء، وبعض الناس يعتقد أن أشباح بعض الإبل ما زالت هناك.

هذه قصة الحاج علي باختصار، وهذا هو أول دخول للجمل العربي إلى الولايات المتحدة بشكل كبير، فيما يبدو لي.

الأكثر قراءة