مسجد «الحديبية» .. عبق من الصلح المبشر بالفتح
بين مرارة الانتظار في الحديبية ولذة الانتصار في قلب مكة، عامان فقط عاشهما ذلك الجيل الذي أراد له الخالق- عزوجل- أن يرسم ملامح الطريق لخير أمة أخرجت للناس، فيتعلم منهما الصبر والتريث وعدم البدء بالعنف حتى إذا ما هوجموا هم ينتصرون.
المعاهدة التي أفرزتها الحديبية في السنة السادسة من الهجرة تلك التي رأى فيها عدد من صحابة الرسول- عليه الصلاة والسلام- تسليما لعدو يمكن هزيمته، خلصت هذا المعاهدة التي كان مقررا أن تمتد فيها الهدنة بين المسلمين والمشركين إلى عشرة أعوام لينقض كفار قريش بعض شروط الصلح بعد عامين فينقض المسلمون عليهم وليفتحوا مكة ذلك الفتح العظيم الذي بشر به القرآن الكريم. وتبقى الحديبية ذكرى خالدة ودرسا نبويا باقيا للأجيال السابقة واللاحقة، وهي ذكرى يجسدها حاليا على الأرض مسجد الحديبية القابع في أدنى مكة على الطريق الرابط بها بين المدينة المنورة وجدة.
وسميت منطقة الحديبية نسبة إلى بئر الحديبية قرب الشجرة التي بايع الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- تحتها ما عُرف في التاريخ ببيعة الرضوان، وهناك رواية تعيد التسمية إلى شجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وتعرف الآن بمنطقة الشميسي، وتقع إلى الغرب من مكة المكرمة وخارجة عن حدود الحرم. ويقع مسجد الحديبية قرب مكة المكرمة على طريق جدة القديم، التي تعرف الآن بالشميسي، ويبعد قرابة 24 كيلومتراً من المسجد الحرام وقرابة 2 كيلومتر من حد الحرم، وبني المسجد الحديث بجوار المسجد الأثري القديم المبني بالحجر الأسود والجص. وسميت منطقة الحديبية نسبة إلى بئر الحديبية قرب الشجرة، التي بايع الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- تحتها ما عُرف في التاريخ ببيعة الرضوان، وهناك رواية تعيد التسمية إلى شجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، وتعرف الآن بمنطقة الشميسي، وتقع إلى الغرب من مكة المكرمة وخارجة عن حدود الحرم.
وتعد منطقة الحديبية اليوم ضاحية من ضواحي مكة المكرمة، وكان يسكنها عدد كبير من القبائل المعروفة ثم هجرتها إلى مكة المكرمة وجدة بحثاً عن المعيشة، وفي السنوات الأخيرة انتعشت الحياة من جديد في ضاحية الحديبية وشهدت زحفاً سكانياً كثيفاً، وفي ظل المشروعات التطويرية التي تشهدها مكة المكرمة وتكونت عدة أحياء على يمين وشمال القادم إلى مكة المكرمة.