المحامي الناجح والمحامي المحترف

قبل أن نحدد المحامي الناجح والمحامي المحترف؛ يجب أن نعرف ما معيار النجاح والفشل لأي صاحب مهنة؟
لا شك أن المهارة المهنية المتخصصة هي المعيار الأساس لصاحب أي مهنة سواء كان محاميا أو غيره، ولكن هل يكفي أن يكون المحامي مهنيا ذا قدرة عالية في مهارات المهنة التخصصية؟ أم أنه يحتاج إلى مهارات أخرى؟ وسؤال آخر أكثر أهمية؛ وهو هل كل محام ناجح يعني أنه محام محترف ومتقن لمهنته؟
الحقيقة أن معيار النجاح والفشل يختلف من شخص لآخر حسب طموح الإنسان وتطلعاته ومعاييره، إلا أن النجاح للمحامي الذي يعمل مستقلا لمصلحة نفسه يجب أن يمتلك الكثير من المهارات المساندة، ولا يكفي أن يكون متقنا محترفا لمهارات القانون والمحاماة، فهو باختصار يجب أن يكون لديه الحد الأدنى من مهارات التسويق لنفسه، خصوصا مهارات التحدث والجاذبية في الطرح والحوار، لكون هذا الأمر أحد أهم مرتكزات التسويق للمحامي وتعريف الناس به.
نقطة أخرى وهي القدرة على بناء العلاقات والحفاظ عليها، إضافة إلى أهمية التمتع باللباقة وحسن المنطق مع العملاء، كون المحامي غالبا يقوم بكل مهام التواصل مع العملاء، إضافة إلى أعمال المهنة المتخصصة.
أعود للسؤال الآخر؛ وهو هل كل محام ناجح يعتبر محاميا محترفا وقادرا؟
الحقيقة أن الجواب بلا شك هو لا، فقد يكون بعض المحامين الناجحين "بمعنى أنه نجح في بناء اسم جيد وقاعدة عملاء جيدة" لا يتمتعون بقدرات وكفاءة حقيقية، سوى إجادة الحديث وبناء العلاقات بمهارة عالية، خصوصا أنه لا يوجد اختبار كفاءة عملية يكشف القدرة الحقيقية. لذلك نجد أن هناك كثيرا من المحامين المحترفين بكفاءة عالية جدا إلا أنهم مغمورون لا يعرفهم أحد، ولكن في الحقيقة أن محامين كهؤلاء يجب عليهم أن يعملوا من خلال منظومة أو مكاتب ناجحة وليس وحدهم.
هذا التساؤل ينعكس أيضا على المستفيدين الباحثين عن محام، فعندما يريد العميل البحث عن محام محترف، فهل الطريق الصحيح هو البحث عن المحامي المشهور؟ أم أن الشهرة غير كافية كدليل على كفاءة المحامي؟
يتكرر الجواب هنا؛ أنه ليس بالضرورة أن كل محام ناجح ومشهور يعني أنه محام محترف وذو كفاءة عالية، خاصة في الأعمال الحساسة ذات الحاجة إلى دقة نظر قانونية أو فقهية، فمثل هذه الأعمال خصوصا تحتاج إلى الكفاءة والقدرة المهنية في الأساس، وليس إلى الشهرة والعلاقات فقط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي