«الفقع» .. فاكهة الصحراء تشكو «الغش» و«الغلاء»
أصبح بيع "الفقع" أو فاكهة الصحراء كما يحب أن يطلق عليها محبوها منظراً مالوفاً في طرقات السعودية، وعلى الرغم من ارتفاع أسعاره التي تصل إلى 450 ريالا للصندوف الصغير، إلا أن هناك إقبالا على شرائه، وباحثين عن الأجود منه.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها على عدد من المواقع في العاصمة الرياض، انتشار باعة الفقع في الطرقات، حيث اختلفت أنواعها وأحجامها وأسعارها. فلا غرابة أن تجد كرتونا صغيرا يحتوي على أقل من عشر قطع بمبلغ يقارب 500 ريال. وشرع بعض الباعة في استخدام عدة حيل لتصريف بضاعتهم القديمة التي لا تجد من يشتريها، مستغلين جهل المشترين بأنواع "الفقع"، حيث يذهب ضحية ذلك المستهلك المسكين، الذي لا يتردد في دفع المبالغ الطائلة رغبة في الفوائد العظيمة التي يسمعها عن الفقع.
ويرى خالد الصقعبي أحد الباعة الذين التقيناهم في أحد محال بيع الفقع، أن موسم الشتاء من أفضل المواسم لتسويق الفقع، فله محبون كثر، إلا أن الغش والتدليس الذي يقوم به بعض الباعة أفسد الثقة بين البائع والمشتري، وذلك من خلال حيل عديدة من أبرزها خلط القديم بالجديد، وإنزاله للسوق وبيعه بمبلغ الجديد.
وأشار الصقعبي، أن من الحيل القديمة الجديدة تفريغ صناديق الفقع شبه التالفة في الأرض ليلا، ويقومون برشها بالماء، ويكدسون عليها التراب والرمل ويستخرجونها في الصباح ويعرضونها للمستهلك على أنها طازجة وجديدة كأنها لم تجلب من الصحراء إلا قبل وقت قليل.
وعن الأسعار، أوضح أنها تتفاوت بحسب النوع والحجم، وأنها تصل لـ1500 ريال للصندوق الكبير، مشيراً إلى أن أنواعها تصل إلى ما يقارب 30 نوعاً، حيث توجد عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود إلى حمرة وهو صغير جدا.
كما يوجد نوع الهوبر ولونه أسود وداخله أبيض ويظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية وهو يدل على أن الكمأة ستظهر قريبا، ويعتبر هذا النوع اردأ أنواع الكمأة ونادرا ما يؤكل.
من جهته، يرى إبراهيم العبد العزيز أحد المشترين الذين وجدناهم في أسواق الفقع، أن للكمأة محبين ومتذوقين، ما دفع ببعض الباعة إلى الغش والتدليس ورفع الأسعار، منوهاً أنه فطر، ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم و50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.
