ويسألونك عن المزاد!

E-mail:[email protected]

كل المشاريع التي تطرحها "أمانات المدن" تمر بالآلية القديمة الأزلية ذاتها, التي يسمونها "مزاد", وللعلم أن هذه المواقع غالبيتها غير مشجعة على الاستثمار أبدا نظرا لقلة العائد المالي, وأغلبها, كما يقول المثل العامي (مش جايبة همها). والأدهى من ذلك تمريرها عبر قناة "المزاد", التي يسبقها السيناريو المعروف, الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام بالذات المقروءة, ويتضمن الإعلان بالطبع قيمة "دفتر المواصفات" التي تقدرها هذه الجهات وعلى الرغبين التقدم لشراء هذه "الدفاتر" على أن ينتظروا مواعيد المزاد التي بالطبع تمر عبر قناة غير جادة, خاصة نحن نعرف أن كثيرا من المواقع الاستثمارية ما زالت مرهونة لدى الشركة التي رسا عليها المزاد ولم يتم تطويرها وتنفيذ الشروط المتفق عليها. ومن هنا تبدأ المشكلات "بين الأمانة والمستثمر الذي احتكر بطريقة أو بأخرى هذا الموقع أو ذاك, إما لعدم اهتمامه بمثل هذه المشاريع الخدمية التي تستهدف أولا وأخيرا المواطنين في هذه المدينة أو تلك وإما لعدم التفرغ وإما لأسباب أخرى مادية, حيث إنه جازف بطرح أعلى رقم ليحوز المواقع ومن ثم بيعها لجهات أخرى أو لإيجاد شركاء ماديين لدعم المشروع وتمويله أو لحين "ميسرة" عندما تتوافر لديه "المبالغ" الكافية مع دراسات الجدوى الجادة. وأخيرا وغالبا ما ننسى تماما ومن هنا "نتساءل": ألم تمل أمانات المدن هذه الآلية القديمة والعقيمة؟ ويجب ألا تسند هذه الأعمال إلا إلى الجادين فقط, ولتترك للراغبين التقدم بعرضهم المادي مقرونا بدراسة مناسبة والتفاوض حول ذلك عن طريق "قسم الاستثمار" أفضل بكثير لكلا الطرفين "المستثمر والأمانة", وتعود بالفائدة الكبيرة على المدينة وسكانها.
إنها اقتراحات جادة نأمل أن يتأملها "معالي الأمناء الكرام" وفوق الجميع وزارة البلدية والقروية وإمارات ومحافظو المدن الكبرى والصغرى دعما لإعمار المناطق "الفارغة" وإدخال الخدمات الممتازة التي تيسر على سكان المدينة وزوارها. ولا مانع من أن يقترح البعض من المستثمرين بعض المشاريع الخدمية والترفيهية والتنموية ويبدي استعداده الجاد بشروط تحفظ حقوق الوطن وثرواته "البشرية والاقتصادية" من دون "إدخال" هذا المقترح "في نفق المزادات البايتة", هذا إذا كانوا جادين في الشراكة الإيجابية بين القطاعين "الخاص والعام".
إنها محاولة لطرح آليات جديدة تسرع الاستفادة من المواقع مما سيعود على "مدن وقرى وهجر" المملكة بالتنمية والبناء, التي حتما ستعم فائدتها "العاطلين عن العمل من الجنسين" والمسافر بين مناطق المملكة الخمس ومدنها المتباعدة " يعرف " مقدار المعاناة التي تواجه المسافرين عن طريق "البر", فلا خدمات تناسب احتياجات المسافرين والزوار والمعتمرين والحجاج من كل الدول التي تربطنا بها حدود "برية". فهل نرى تغييرا إيجابيا نحو هذه المشاريع, خاصة نحن نملك عشرات المقترحات والمشاريع التي حتما ستثري الوطن والمواطن؟ "فقط" افتحوا النوافذ للشمس.
خاتمة: كثير من المواطنين يملكون رؤى تفوق ما لدى بعض المسؤولين.. ولكن!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي