مشاريع الشباب السعودي.. الدعم والتأهيل أهم عوامل النجاح

مشاريع الشباب السعودي.. الدعم والتأهيل أهم عوامل النجاح

بينت جولة لـ"الاقتصادية" على عدد من مشاريع الشباب السعودي، مواجهتهم لتحديات وصعوبات كبيرة أثناء دخولهم مجال العمل الحر، وعلى الرغم مما يشاع عن عدم نجاح السعوديين في مجالات فنية كالكهرباء والميكانيكا والسباكة، إلاّ أن نظرة سريعة على تلك المشاريع تبين وجود مشاريع سعودية ناجحة بهذه المجالات.
وكشفت الجولة أن أهم عائق تواجهه تلك المشاريع هو المنافسة غير المتكافئة من قبل العمالة الأجنبية، ومحاولتهم إيقاف أي مشروع ناشئ، عبر تخفيض الأسعار والتحكم بسلاسل التوزيع، إلاّ أنهم استطاعوا التغلب على المشاكل من خلال القروض والتأهيل الأكاديمي، سواء في كليات التقنية أو الدورات المقدمة من جهات حكومية متخصصة بريادة الأعمال وطرق النجاح في المشاريع والابتعاد بها عن الفشل والإفلاس.
من جهته، قال ماجد محمد الحازمي- 35 عاما- تخرجت من الكلية التقنية تخصص كهرباء، واستطعت فتح محل لبيع الإنارة قبل نحو سنتين من الآن، وذلك لاكتسابي المهارات الأساسية أثناء تدريبي في الكلية، ولوجود خبرة سابقة في هذا المجال، مبيناً أن ما ساعده على النجاح هو تمكنه من الحصول على قرض عبر معهد ريادة الأعمال التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بنحو 206 آلاف ريال، استأجر به محلاً، وعمل به بمفرده في البداية من الصباح حتى العاشرة مساء.
وأضاف الحازمي، بعد فترة استطعت جلب موظف لمساعدتي في المحل، وكانت هناك صعوبة في الحصول على البضاعة التي أحتاج إليها، فقررت السفر إلى الصين، وبالفعل قمت باستيراد البضائع من هناك، والآن يعمل لدي أربعة موظفين في المحل والأمور تتحسن.
وأشار إلى أن المنافسة التي يتعرض لها غير عادلة، حيث يواجه منافسة غير متكافئة من العمالة الأجنبية، الذين يقومون بتخفيض الأسعار من أجل إفشاله، وذلك لقلة الالتزامات لديهم من حيث المصاريف والإيجارات، كما أن الموزعين من نفس جنسياتهم ويتعاملون معهم بشكل أفضل.
وعن طموحاته يقول ماجد، آمل في خلال سنة في فتح محل صغير لبيع الجملة، ومن خلاله أستطيع تدشين الفرع الثاني، ناصحاً الشباب والشابات الراغبين دخول العمل الحر بالتسلح بالخبرة العملية والاستفادة من تجارب الآخرين، لضمان نجاح مشاريعهم، إلى جانب الصبر وعدم التعجل في جني الأرباح.
من جانبه، أكد عصام تيسير الحداد أن مشروعه الخاص بتصنيع معدات خطوط إنتاج التمور لا يوجد له مثيل في السوق حتى الآن، كونه الوحيد في السعودية الذي يصنع هذه التقنية، على حد قوله.
وقال الحداد، تخرجت من الكلية التقنية تخصص منشآت معدنية، وبدأت مشروعي قبل عامين، وقمت باختيار التخصص في تصنيع معدات خطوط إنتاج التمور، الأعلاف، والشوكولاتة، مشيرا إلى أنه الآن يستطيع بخبرته تصنيع الأفران الكهربائية بجميع أشكالها والسيور الداخلية وأفران البيتزا والتجفيف.
وعن سر حبه لهذا المجال، أوضح عصام، أن والده- رحمه الله- كان يعمل في نفس النشاط، ولذلك اكتسب خبرة كبيرة فيه، فدخل الكلية التقنية وتعلم تفاصيل العمل بهذا التخصص، ثم افتتح مشروعه قبل وفاة والده بسبعة أشهر، مشيراً إلى أن استفادته من دعم معهد ريادة الأعمال فنياً وعلمياً إلى جانب التمويل، حيث حصل على 265 ألف ريال.