ابن لندن والرَّبع الخالي

ابن لندن والرَّبع الخالي
ابن لندن والرَّبع الخالي

كان عبور الربع الخالي هاجسا يؤرق المستكشفين الغربيين، إذ يعتبر بالنسبة لهم أرضا بكرا لم تطأها أقدامهم من قبل، وكان الرحالة الحاج عبد الله فيلبي حريصا كل الحرص على أن يكون الأول، وأعد العدة لذلك، وكم كانت حسرتهم كبيرة حين اكتشف أن الرحالة برترام توماس سبقه إلى ذلك، ما دفعه إلى عبور الربع الخالي من جهة أخرى، حتى يكون له سبق اكتشاف مناطق لم يكتشفها توماس.

ويعتبر ويلفرد ثيسجر، الذي أسماه البدو مبارك بن لندن ثالث غربي يعبر الربع الخالي بعد برتوام توماس وجون فيلبي. مبارك بن لندن رحالة بريطاني شهير ولد عام 1910 في أديس بابا وعاش سنواته الأولى في الحبشة، ثم درس في كلية ماجدالين في أكسفورد حيث كسب بطولة الملاكمة لأربع سنوات متتالية. وقد شغف بالرحلات والاستكشاف، وقام برحلات كثيرة في الحبشة وتشاد والسودان، وزار مناطق شبه مجهولة، كما عمل في سورية والصحراء الغربية، وقام بالارتحال سيرا على الأقدام وعلى ظهور الحيوانات في جنوب الجزيرة العربية وكردستان والأهوار العراقية، وصحراء كوش الهندية، ومنطقة كاراكوم، ومراكش والحبشة، كما عاش فترة طويلة مع قبيلة سامبورو في كينيا، حصل على عدة ألقاب من بينها "لورنس الجزيرة العربية". وقد قام ثيسجر برحلة مهمة عبر فيها الربع الخالي، بصحبة سليم بن كبينة، وسالم بن غبيشة، اللذين قاما بحمايته والعمل معه بكل تفان وإخلاص، وتقديرا للدور الكبير الذي لعبه دليلاه فقد أهدى إليهما كتابه "الرمال العربية" الذي يصف فيه هذه الرحلة. وكتاب الرمال العربية يصف الرحلات التي قام بها ثيسجر في الربع الخالي وما حوله من عام 1945 إلى 1950.
#2#
وقد طبع الكتاب أول مرة عام 1959 بالإنجليزية، ونشر بالعربية لأول مره عام 1991. ويقع الكتاب في 17 فصلا هي: الحبشة والسودان، الانطلاقة من ظفار، رمال غانم، الاستعدادات السرية في صلالة، الاقتراب من الربع الخالي، على حافة الربع الخالي، العبور الأول للربع الخالي، العودة الى صلالة، من صلالة الى المكلا، الاستعداد للعبور الثاني، العبور الثاني للربع الخالي، من السليل إلى أبوظبي، الساحل المتصالح، إجازة في البريمي، رمال أم السميم المتحركة، رمال الوهيبة، نهاية المطاف.
ويتضمن الكتاب عديدا من المواضيع المهمة والكثير من الصور.

الأكثر قراءة