خبراء لـ "الاقتصادية": التهديدات السيبرانية توازي التحديات المالية التقليدية

خبراء لـ "الاقتصادية": التهديدات السيبرانية توازي التحديات المالية التقليدية

خبراء لـ "الاقتصادية": التهديدات السيبرانية توازي التحديات المالية التقليدية

باتت الهيئات المالية العالمية تنظر إلى التهديدات السيبرانية باعتبارها مخاطر موازية للتحديات الاقتصادية التقليدية، حيث ضخت البنوك المركزية العالمية استثمارات ضخمة في أنظمتها الداخلية، بعكس الأسواق التي لا تزال تتعامل مع التهديدات السيبرانية كمخاطر هامشية يصعب قياسها بدقة، وفقا لما ذكره لـ "الاقتصادية" خبراء في المجال السيبراني.

الزميلة الأولى في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية هايدي راديكر قالت على هامش "المنتدى الدولي للأمن السيبراني" الذي اختتم أعماله مؤخرا في الرياض، "إن مؤسسات مالية مثل صندوق النقد الدولي، وبنك التسويات الدولية، ومجلس الاستقرار المالي، إلى جانب الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي، تضع هذا الملف في صميم أجندتها لحماية الاستقرار المالي"

المؤتمر العالمي للأمن السيبراني 2025 في الرياض، شهد مشاركة اجتمع عدد من الفاعلين الدوليين لمناقشة زوايا مهمة للأمن السيبراني وعلاقته بالاقتصاد، وبينت راديكر أن البنوك المركزية العالمية ضخت استثمارات ضخمة في أنظمتها الداخلية وفي مزودي الخدمات الخارجيين، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يقود الهجوم والدفاع معا، ما يفرض تعزيز المرونة الداخلية والخارجية في آن واحد".

لكن الزميلة الأولى في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية لفتت، إلى أن الأسواق عكس البنوك، لا تزال تتعامل مع التهديدات السيبرانية كـ "مخاطر هامشية" يصعب قياسها بدقة، ولذلك فهي لا تؤثر كثير في قرارات الاستثمار اليومية إلا في حال كانت الاستثمارات موجهة مباشرة إلى شركات القطاع.

وعن السعودية، وصفت راديكر الاستثمارات القطاع المتنامية فيها، أنها إحدى مراكز الثقل العالمية للأمن السيبراني"، مشيرة إلى أن المؤتمر يعكس مكانتها المتصاعدة، وأنها لا تتموضع كلاعب إقليمي فحسب، بل كقطب عالمي في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتطور التقني، ما يعزز قدراتها المحلية ويبعث برسالة قوية للمستثمرين الأجانب بأن السعودية جادة في بناء اقتصاد رقمي آمن ومبتكر".

تأتي هذه الرؤية منسجمة مع مستهدفات رؤية 2030، التي تضع التقنية والمرونة في البنية التحتية الرقمية في قلب عملية التنويع الاقتصادي وبناء اقتصاد أكثر تنافسية.

من حهته بين مدير إدارة عمليات الحماية من هجمات حجب الخدمة في "سيرار" التابعة لمجوعة stc عبدالعزيز العمري لـ "الاقتصادية"، أن الشركة منذ يومها الأول وضعت حماية اقتصاد البيانات في السعودية، ضمن رؤيتها، مشيرا إلى التحول الرقمي يحتاج للأمن السيراني للاستمرارية، لذا دورها الأساسي هو ضمان استقرار الخدمات الرقمية".

العمري أشار إلى أن أثر الأمن السيبراني لا يقتصر على حماية البيانات فحسب، بل يمتد ليصبح عام مساهما في تنمية الاقتصاد غير النفطي، إذ أظهرن البيانات الرسمية أن حجم الاستثمارات في القطاع بلغ بنهاية العام الماضي 18 مليار ريال لدعم الاقتصاد غير النفطي بزيادة 19% على أساس سنوي.

مسيرة التحول الرقمي في السعودية حققت قفزات أسرع من المتوقع، حيث بلغت نسبة الإنجاز أكثر من 93% من مستهدفات الرؤية حتى 2025، أي قبل 5 سنوات من الموعد المحدد، وفقا للعمري الذي ذكر أن مستوى النضج في المجال بات مرتفعا، غير أن هناك مجالات رئيسية ما تزال تتطلب تركيزا، أهمها حماية استمرارية الخدمات الرقمية، إضافة إلى خدمات الكشف والاستجابة المدارة (MDR) التي تُعد ضرورية لمراقبة الأنماط غير الطبيعية والتعامل مع التهديدات بشكل مركزي، بما يتيح للشركات التركيز على أعمالها.

في جانب تمكين الكفاءات الوطنية، لفت العمري إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة في تأهيل الجيل الشاب، حيث ارتفع عدد المتخصصين السعوديين في مجال الأمن السيبراني إلى أكثر من 21 ألف محترف، مع استمرار هذا الرقم في النمو عاما بعد عام لسد الفجوة وتلبية الطلب المتزايد.

الأكثر قراءة