السعودية توقع اتفاقية مع "فاو" بـ100 مليون دولار لدعم التنمية الريفية المستدامة
السعودية توقع اتفاقية مع "فاو" بـ100 مليون دولار لدعم التنمية الريفية المستدامة
وقعت السعودية اتفاقية تعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" لدعم مشروع التنمية الريفية المستدامة بتكلفة تصل إلى 100 مليون دولار، بهدف تأهيل وتدريب المزارعين وتعزيز كفاءة وقدرات منسوبي وزارة الزراعة في السعودية بحسب ماذكره لـ"الاقتصادية" الدكتور نزار حداد مدير برنامج "الفاو" في السعودية.
حداد، أوضح أن الاتفاقية الموقعة مع المملكة تغطي مشروع التنمية الريفية المستدامة على مدى سبع سنوات، وتشمل قسمين رئيسيين: دعم التنمية الريفية وحماية الموارد الطبيعية بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي.
يشار إلى أن الاتفاقية تمكن من استقطاب أفضل الخبرات العالمية، وتعزيز مهارات المزارعين في إدارة الموارد الطبيعية، وتتضمن مشروعين في مجال الري الذكي والمياه المعالجة، بتكلفة 6 ملايين دولار، يمثلان خطوة استراتيجية نحو الحد من استخدام المياه الجوفية غير المتجددة والتحول نحو التقنيات الحديثة المستدامة في الزراعة.
مدير برنامج "الفاو" في السعودية أضاف أن السعودية سبقت العديد من الدول في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية، حيث خصصت نحو 18% من مياهها الإقليمية كمحميات طبيعية، ما يسهم في الحفاظ على الثروة البحرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأسماك، وتدعيم استراتيجية التحول من الصيد البحري إلى تربية الأسماك.
وأوضح أن المشاريع الزراعية تشمل تعزيز إنتاجية البن السعودي، والثروة الحيوانية، والمحاصيل الحقلية، إضافة إلى إدخال محاصيل جديدة كالزيتون، وتنفيذ برامج لإدارة الأشجار الاستوائية والبساتين، وتطوير مشاريع إنتاجية ذات قيمة مضافة، مما يعكس التحول الأخضر للمملكة وتطبيق أهداف رؤية 2030.
وأشار إلى أن السعودية تركز على مواجهة تحديات التغير المناخي وانخفاض معدلات الهطول المطري وارتفاع درجات الحرارة، عبر إدخال أنظمة الري الذكية، واستخدام المياه المستصلحة والمياه المعالجة، بما يقلل الاعتماد على المياه الجوفية المكلفة وغير المتجددة.
التعاون بين السعودية ومنظمة "الفاو" يمتد على مدار 77 عاماً، حيث أسهمت في تأسيس مختبرات التربة والمياه والسماد والنبات، ومختبرات زراعة الأنسجة، ونقل الخبرات العالمية إلى المملكة لتعزيز الأمن الغذائي المحلي والدولي، بحسب الحداد الذي أضاف أن تجربة السعودية في تعزيز إنتاج البن المحلي وإبراز السلالات المقاومة للحرارة والجفاف، أصبحت نموذجاً عالمياً يُحتذى به.
وختم حداد بالتأكيد على أن السعودية تعد اليوم نموذجا رائدا في مجال التنمية الريفية المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية، بما يعكس رؤيتها الاستراتيجية للأمن الغذائي، وتعزيز القدرات المحلية، ونقل خبراتها إلى العالم، بما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.