الرضوخ أو الهبوط .. جيش "أسهم الميم" يفرض نفوذه على شركات في الأسواق العالمية

الرضوخ أو الهبوط .. جيش "أسهم الميم" يفرض نفوذه على شركات في الأسواق العالمية

الرضوخ أو الهبوط .. جيش "أسهم الميم" يفرض نفوذه على شركات في الأسواق العالمية
"رويترز"

قبل عدة أعوام، احتشد جيش من المستثمرين الأفراد حول شركتي "AMC Entertainment" و"GameStop" وحققوا ارتفاعات قوية لأسهمها. أما الآن، فهؤلاء المستثمرون وجهوا نظراءهم في الآونة الأخيرة إلى أسهم "Opendoor".

نجح المستثمرون في رفع سهم الشركة. لكن الأمر أخذ منحنى آخر، حين انقلبت هذه المجموعة على الرئيسة التنفيذية للشركة كاري ويلر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

أظهرت إقالة ويلر القوة المتجددة لهؤلاء المستثمرين، الذين بدأوا يفرضون مطالبهم على الشركات التي يملكون أسهما فيها، على غرار المساهمين النشطين التقليديين، لكن بأسلوب يعتمد على الصور الساخرة (الميم) والتعليقات اللاذعة عبر الإنترنت.

في حالة Opendoor، تولى إريك جاكسون، وهو مدير صندوق تحوط كندي صغير، قيادة مجموعة من المستثمرين الأفراد الذين قدموا مطالب إضافية لمجلس الإدارة. ويبدو أن الإدارة استجابت لهذه المطالب.

يرى ديريك زابا، من شركة "Sidley Austin" للمحاماة، أن الإدارة عادةً ما تميل إلى التجاوب، نظرا للارتفاع المفاجئ لسعر السهم الناتج عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

ربما لم يعد عديد من هؤلاء المستثمرين مهتمين بـ"GameStop"، لكن تأثيرهم في سوق الأسهم لا يزال مستمرا.

تشير تقديرات مجموعة "Sifma" إلى أن صفقات الأفراد تمثل الآن 18% من حجم سوق الأسهم، مقارنة بـ10% في 2010، كما بدأ الأفراد بالمشاركة أيضا في الخيارات المالية.

فرصة استثمارية جاذبة بنظرة صائد

أسهم شركة "Opendoor" تلك، التي تعمل في تقديم عروض شراء سريعة للمنازل ثم تجديدها وإعادة بيعها، تحولت بين عشية وضحاها إلى ما يعرف بـ"أسهم الميم".

كانت الشركة قد طرحت أسهمها للاكتتاب العام خلال موجة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة في 2020، ونمت بسرعة كبيرة. لكنها سرعان ما شهدت تراجعا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

تكبدت "Opendoor" خسائر بمليارات الدولارات، وهبطت أسهمها في 25 من يونيو إلى أدنى مستوياتها عند 0.51 دولار للسهم، ما عرّض الشركة لخطر الشطب من بورصة ناسداك.

لكن جاكسون، رأى بنظرة ثاقبة لصائد صفقات عند هذه المرحلة فرصة استثمارية جاذبة في أسهم الشركة.

كانت أول مرة يلفت فيها مدير صندوق التحوط الكندي انتباه المستثمرين قبل أكثر من 10 سنوات، عندما دعا إلى إجراء تغييرات في "ياهو" وحشد الدعم العام عبر الإنترنت، رغم امتلاكه حصة صغيرة في الشركة.

يستخدم جاكسون متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي وظهوره أحيانا على شبكة "CNBC" للترويج لاختياراته من الأسهم.

كيف أدار جاكسون اللعبة؟

في 14 يوليو، أعلن جاكسون شراء 200 ألف سهم من أسهم "Opendoor"، متوقعا أن يرتفع السهم إلى 82 دولارا.

كان الرجل يقارن "Opendoor" بشركة بيع السيارات المستعملة "Carvana"، التي انخفضت أسهمها 99% قبل أن تتعافى إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وقال في مقابلة إن هذه المقارنة لفتت الانتباه.

أثار سهم الشركة اهتماما واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وحقق مكاسب على مدى 6 جلسات متتالية، ليرتفع في النهاية من 0.51 دولار في أواخر يونيو إلى أكثر من 5 دولارات في أغسطس.

في 21 يوليو، جرى تداول ما يقارب 1.9 مليار سهم من أسهم "Opendoor"، مثّلت نحو 10% من حجم تداول سوق الأسهم الأمريكية بأكمله في ذلك اليوم.

كثف جاكسون حملته الترويجية، فبدأ بالذهاب يوميا إلى منزل مغني الراب دريك في تورنتو، ووقف في الخارج حاملا لافتة تطلب منه شراء أسهم في الشركة.

رفع مدير صندوق التحوط الكندي الصغير توقعاته لسهم الشركة من 82 دولارا إلى 500 دولار.

لا تحاول أن تصبني بخيبة الأمل

في مقر الشركة في سان فرانسيسكو، ابتهجت الإدارة بالاهتمام الجديد بالشركة، التي كانت تمر بفترة هدوء قبل إعلان الأرباح.

ناقش المسؤولون التنفيذيون كيفية التواصل مع آلاف المساهمين الجدد، وإدارة توقعاتهم، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مصدر مقرب من مجلس الإدارة.

اتجهت الأنظار إلى تقرير أرباح الشركة، الصادر في 5 أغسطس. كان جاكسون وأتباعه يأملون في إعلان إستراتيجي مهم، ربما يكون تحولا نحو الذكاء الاصطناعي.

بيد أن إعلان الأرباح أصابهم بخيبة أمل، فتوقف عديد من المستثمرين عن تشجيع "Opendoor"، وبدأوا يطالبون برحيل الرئيسة التنفيذية ويلر.

بحلول منتصف أغسطس، لم يعد بإمكان مجلس إدارة "Opendoor" تجاهل الطلب. طلب ​​المديرون من ويلر التنحي، وفقا لشخص مطلع على المناقشات، وأعلنت الشركة استقالتها فورا في 15 أغسطس، لتعاود أسهم الشركة الارتفاع مجددا.

عين مجلس الإدارة بدلا منها، وبشكل مؤقت، شريشا رادا كريشنا، الذي أكد ثقته في الشركة وشرائه مزيدا من الأسهم، فيما استمر جاكسون في تقديم مطالب جديدة عبر الإنترنت.

الأكثر قراءة