جيل ألفا يحقق قوة شرائية تفوق 100 مليار دولار سنويا .. قرب الناتج المحلي لبلغاريا
يُعتبر أفراد جيل ألفا أصغر من أن يذهبوا بأنفسهم إلى متجر أو يصدروا بطاقة ائتمانية بأسمائهم، لكن هذا لم يمنعهم من إنفاق ما يقارب الناتج المحلي الإجمالي لبلغاريا.
بحسب تقرير جديد صادر عن شركة العلاقات العامة DKC، تجاوزت القوة الشرائية لأصغر جيل (ولد بين 2010 وحتى الآن) 100 مليار دولار سنويا، كما يسهم هذا الجيل في زيادة الإنفاق عبر تأثيره الكبير في قرارات الشراء داخل الأسر.
الاستطلاع الذي شمل نحو ألف من أولياء أمور الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 8 و14 عاما في الولايات المتحدة، وجد أن 42% من إنفاق الأسر تأثر بآراء جيل ألفا، وترتفع النسبة إلى 49% في الأسر التي يزيد دخلها السنوي على 100 ألف دولار، فيما تشمل هذه التأثيرات قرارات متنوعة مثل اختيار وجبات الطعام، وشراء الملابس، وتحديد وجهات السفر.
قال ماثيو تراوب، رئيس شركة DKC، لمجلة فورتشن: "ينفق هذا الجيل أموالا أكثر مما نتوقع. تأثيرهم الاقتصادي هائل".
ويتوقع أن يصبح جيل ألفا الأكبر حجما في التاريخ، حيث سيصل عدد أفراده إلى ملياري شخص في المستقبل، كما يحدث الجيل تأثيرا اقتصاديا مبكرا ليس فقط بسبب حجمه الكبير، بل لأنه جيل متمرس على التكنولوجيا، ما يتيح له فرص واسعة في التجارة الإلكترونية السلسة.
وأفادت شركة الاستشارات البحثية "ماكريندل"، التي أسسها الباحث الاجتماعي مارك ماكريندل الذي صاغ مصطلح "جيل ألفا"، بأن القوة الشرائية لهذا الجيل ستبلغ 5.46 تريليون دولار بحلول 2029.
ويعد جيل ألفا إذن جيل ريادة أعمال، ويحصل على الأموال مثل المراهقين من كل جيل، كالأعمال المنزلية وجز العشب مقابل مبلغ من والديهم.
وفي حين أن 83% من الآباء الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يعطون أطفالهم مصروفا، فإن 91% من هذا الجيل يعملون أو يكسبون المال بشكل مستقل، بما في ذلك 40% يتقاضون أجرا مقابل القيام بـ"أعمال جانبية" خارج المنزل.
وأرباحهم ليست زهيدة، إذ يبلغ متوسط إنفاق هذا الجيل من رواد الأعمال الناشئين 67 دولارا أسبوعيا، بإجمالي 3484 دولارا سنويا.
ويقول تراوب إن ما يميز هذا الجيل عن غيره هو "روح المبادرة" التي حفزتها سهولة الوصول إلى التكنولوجيا.
وهذا ليس مستغربا، فقد أدى صعود نجوم تيك توك ويوتيوب إلى أن يرى جيل ألفا صناع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي كنماذج مهنية ملهمة، حيث يعتمد أكثر من 60% من أفراد الجيل عليهم للحصول على أفكار تحفيزية، ويكسب أكثر من ربعهم المال من نشاطاتهم على هذه المنصات، وفقا لتقرير فيزا الصادر في نوفمبر 2023.
أوضح تراوب أن الأدوات الرقمية تقدم فرصة لريادة الأعمال تختلف عن كشك عصير الليمون التقليدي، حيث تُمكن الوصول الفوري إلى جمهور أوسع بكثير.
أين ينفق جيل ألفا أمواله؟ لا تُعد المنصات الرقمية مجرد وسيلة لكسب المال لأطفال اليوم؛ بل هي وسيلة رئيسية لإنفاقه، إذ يقضي جيل ألفا في المتوسط أكثر من ساعتين أسبوعيا في التسوق عبر الإنترنت، بحسب تقرير صادر عن شركة استشارات إدارة المحتوى WebPurify في 2024، حيث تحولت المواقع التي يزورونها إلى ما يشبه مراكز تسوق إلكترونية افتراضية.
ووفقا لشركة DKC، تعتبر روبلوكس ونايكي من أكثر العلامات التجارية التي يذكرها جيل ألفا عند التحدث إلى آبائهم، كما دخلت أمازون وشي إن وتيمو وتيك توك قائمة أفضل 10 علامات مفضلة لديهم.
بعيدا عن عمالقة التجارة الإلكترونية، تسعى هذه العلامات التجارية بقوة لكسب أموال جيل ألفا، أو على الأقل الحصول على بطاقات ائتمان آبائهم.
أعلنت روبلوكس، التي تضم أكثر من 25 مليون مستخدم نشط يوميا، في مايو عن إمكانية شراء منتجات حقيقية داخل تجاربها الافتراضية.
ومنذ 2021، تعاونت نايكي مع روبلوكس في تجربة "نايكلاند"، التي تتيح للمستخدمين ليس فقط لعب كرة المناورة الافتراضية، بل شراء أحذية رقمية لأفتاراتهم أيضا.
قال أليكس بوبكن، نائب رئيس قسم الثقة والسلامة في WebPurify، في حديثه مع مجلة فورتشن إن منصات الألعاب التي كانت تقليديا مخصصة للأطفال أصبحت الآن تشكل فرصة مربحة للتجارة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الأطفال يتعرضون لمثل هذا المحتوى بشكل متزايد ومتكرر.