"ديزني لاند" صينية .. مصانع التكنولوجيا المتقدمة تتحول إلى وجهة سياحية

"ديزني لاند" صينية .. مصانع التكنولوجيا المتقدمة تتحول إلى وجهة سياحية
"رويترز"

لم تعد المصانع في الصين مجرد مواقع إنتاج مغلقة، بل تحولت إلى وجهات سياحية يقصدها الزوار بحماسة لا تقل عن حماسة حضور الحفلات الموسيقية الكبرى.

شوانج وانج التي قدمت طلب لزيارة مصنع شاومي، قالت إن شعورها بعد قبول طلب الزيارة يشبه الحماس الذي يسبق حضور حفل لتايلور سويفت.

أهلا بكم في أحدث صيحات السفر في الصين: مصانع التكنولوجيا المتطورة باتت تنافس القصور التاريخية والمتاحف العالمية كوجهات سياحية.

بحسب "شينخوا"، هيمنت الصين على عرش التصنيع العالمي لـ15 عاما متتالية، لكن في العامين الماضيين فقط، أحدث الصعود القوي للتصنيع الذكي ثورة في خطوط التجميع التي كانت توصف بالرتابة وتعج بأصوات الاصطدامات والصفير، لتتحول إلى ظاهرة ثقافية أو "ديزني لاند صناعية".

الصين ليست أول من روج لهذا النوع من السياحة، إذ بدأت الظاهرة مع "سيتروين" الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي، واستمرت مع مصانع "بوينج" و"تويوتا" التي ما زالت تستقطب الزوار في الولايات المتحدة واليابان.

مع صعود الصين من أدنى سلاسل التوريد إلى واجهة الابتكار الصناعي، أصبح التقدير الشعبي للإبداع الميكانيكي جزءا من الفخر الوطني، خاصة مع تزايد الثقة بقدرات الصناعة المحلية.

في مصنع "شاومي" الشركة الوافدة الجديدة في سوق السيارات الكهربائية التي تصدرت عناوين الصحف، كانت صفحة التسجيل لا تزال نشطة، وتعرض عبارة "20 مقعدا فقط"، بينما تخطى عدد الطلبات 4060 طلبا، في سباق محموم لمشاهدة الأذرع الروبوتية وهي تُركب السيارات.

تحت شمس حارقة، دخلت وانج المصنع في الموعد المحدد، وخاضت رحلة استكشافية استغرقت ساعتين داخل أروقة المصنع. شملت جولتها ورشا متعددة مثل التشكيل واللحام والطلاء وتجميع البطاريات والتجميع النهائي.

كانت تصوراتها السابقة عن المصانع أنها أماكن مغلقة مليئة بالغبار والعمال المزودين بخوذ أمان. لكنها هذه المرة رأت أذرعا روبوتية تعمل بدقة متناهية، وروبوتات ذكية تتحرك بحرية لتوصيل مكونات البطاريات.

وانج قالت بدهشة: "يستغرق إنتاج سيارة جديدة 76 ثانية فقط. أسرع من تحضير كوب قهوة لاتيه".

فتحت شركة نيو، وهي شركة محلية أخرى لتصنيع السيارات الكهربائية، "قاعدتها التصنيعية المتقدمة الثانية" للجمهور منذ أكتوبر 2023. ويمكن للزوار أيضا التجول في المنشأة، المليئة بالأذرع الروبوتية، من ممر مرتفع. في 2024، زار الموقع أكثر من 130 ألف شخص، منهم نحو 900 زائر أجنبي.

جاءت خطوات فتح خطوط الإنتاج للعامة في الوقت الذي تصدرت فيه مركبات الطاقة الجديدة الصينية قوائم الإنتاج والمبيعات العالمية لـ9 أعوام متتالية.

إلى جانب بطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية، تشكل هذه المنتجات "ثلاثي التصدير الجديد" في الصين، مُستعرضة التطورات التكنولوجية لمنتجات "صُنع في الصين".

بعيدا عن السيارات الكهربائية، أصبحت مراكز التكنولوجيا الناشئة بمنزلة وجهات سياحية. ففي هانجتشو، مركز الابتكار في شرق الصين، تجذب شركات رائدة في مجال الروبوتات، مثل شركة يونيتري روبوتيكس، مجموعات سياحية مختارة بعناية.

في مصنع التجميع النهائي لطائرة AG600 في مدينة تشوهاي جنوب الصين - المدينة المضيفة لأهم معرض جوي في الصين - يتوافد نحو 40 ألف زائر سنويا إلى خط الإنتاج الوحيد المفتوح للعامة لطائرات المهام الخاصة.

تعد طائرة AG600، المطورة محليا والتي دخلت الإنتاج الضخم، أداة فعالة في مكافحة حرائق الغابات بفضل قدرتها على التنقل السريع بين مصادر المياه ومواقع الحرائق. كما ظهرت وجهات سياحية غير تقليدية، مثل محطات معالجة النفايات.

تمتلك الصين أكثر من 40% من المصانع الرائدة في الثورة الصناعية الرابعة في العالم، ما يجعل منها أرضا خصبة لتحويل بيئة العمل الصناعية إلى تجارب ثقافية جاذبة.

باتت مدن صينية عديدة تعتبر السياحة الصناعية محركا جديدا للنمو الاقتصادين ففي فبراير أعلنت بكين خططا لإنشاء 5 قواعد وطنية للسياحة الصناعية بحلول 2027، وأن تصبح وجهة عالمية في هذا المجال بحلول 2029.

 

الأكثر قراءة