فولكسفاجن محاصرة في السوق الصينية.. حرب أسعار تقودها «تسلا» و«BYD»

فولكسفاجن محاصرة في السوق الصينية.. حرب أسعار تقودها «تسلا» و«BYD»

في ظل تصاعد حدة المنافسة في سوق السيارات الكهربائية في الصين، تجد فولكسفاجن – أكبر شركة سيارات غربية – نفسها محاصَرة من عمالقة الصناعة مثل بي واي دي وتسلا، إضافة إلى دخول لاعبين جدد كـ "شاومي".

وبحسب الشركة الألمانية، تتنافس أكثر من 130 علامة تجارية على حصة في سوق السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، والنتيجة هي تشبع السوق لدرجة أدت إلى صعوبة في تحقيق أرباح.

قال رالف براندشتاتر، الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاجن، لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: "هذا يعني أنه لم تتبق أي أموال يمكن استثمارها في المستقبل، سوق السيارات في الصين أصبحت غير منطقية".

تخوض الشركة المرحلة الأولى من دورة إنتاج جديدة للسيارات الكهربائية، تأمل من خلالها زيادة مبيعاتها الإجمالية في الصين بمقدار الثلث على المدى المتوسط، ما يسمح لها بالاستفادة الكاملة من قدرتها المحلية التي تصل إلى 4 ملايين سيارة سنويا، بحسب "فورتشن".

انفجار فقاعة العقارات في الصين يُشعل حرب أسعار
تلعب فولكسفاجن دورا ثانويا في الولايات المتحدة، لكنها لا تزال ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بعد تويوتا، ويرجع ذلك أساسا إلى رهانها المحسوب على الصين، وهي سوق هيمنت عليها لما يقارب 40 عاما بعد أن أصبحت أول علامة سيارات غربية تدخل السوق بنجاح في 1985.

ولكن منذ أن حاولت بكين كبح جماح قطاع العقارات المحموم - ما أدى إلى انهيار فقاعة العقارات - شهدت فولكسفاجن انخفاضا مطردا في حجم مبيعاتها.

في أكتوبر 2022، بعد عدة أشهر من تخلف شركة التطوير العقاري إيفرجراند عن سداد ديون بقيمة 300 مليار دولار، خفضت تسلا أسعار السيارات في الصين لأول مرة.

وفي الربع التالي، قررت تسلا مضاعفة هذا التوجه من خلال تقديم تخفيضات إضافية، ما رسخ حرب أسعار السيارات الكهربائية التي لا تزال مُستعرة حتى اليوم.

نتيجة لذلك، تفوقت "بي واي دي"، الشركة الرائدة سريعة النمو، على المجموعة الألمانية، حيث باعت 4.21 مليون سيارة في الصين عام 2024، مقابل 2.93 مليون سيارة لفولكسفاجن العام الماضي. في 2019، قبيل إصلاحات سوق الإسكان "الخطوط الحمراء الثلاثة"، بلغ إجمالي مبيعات فولكس في الصين رقما قياسيا بلغ 4.23 مليون سيارة.

عام ترتيب الأوراق
في حين أن أسعار السيارات الكهربائية السائدة في الصين منخفضة، إلا أنها ليست سيارات اقتصادية رخيصة الصنع - فسوق الصين تضم أكبر مجموعة من السيارات المتقدمة في العالم.

حتى العلامات التجارية المعروفة سابقا بالإلكترونيات الاستهلاكية، مثل شركة شاومي المصنعة للهواتف الذكية، أطلقت سياراتها الكهربائية عالية التقنية مقابل مبلغ زهيد نسبيا.

نظرا للظروف الصعبة التي تشهدها السوق، أعلنت فولكسفاجن أن 2025 سيكون عام التحول. وتتوقع بدءا من العام المقبل طرح منتجات جذابة لا تعتمد فقط على المنافسة بالسعر مع بي واي دي وشاومي.

صانع تقليدي يقاوم التراجع
حتى ذلك الحين، لن تسعى فولكسفاجن إلى زيادة المبيعات عبر تقديم حوافز متزايدة فقط لتحريك السيارات المتراكمة في صالات العرض.

وقال براندشتاتر إنه في بيئة سوقية غير صحية كهذه، حصتنا ليست مهمة، الشركات التي تعتمد فقط على التخفيضات لبيع سياراتها تضر بعلامتها التجارية.

تُعدّ فولكسفاجن بمثابة اختبار حاسم لرغبة شركة صناعة سيارات تقليدية في التكيف والتغيير مع العصر، مع تحول الطلب من السيارات التي تعمل بالبنزين وتعتمد على أجزاء ميكانيكية داخلية، إلى السيارات الكهربائية التي تتمتع بميزات برمجية عالية التقنية.

وبينما حققت جنرال موتورز 97% من أرباحها التشغيلية في أمريكا الشمالية العام الماضي، تواصل فولكسفاجن السعي للحفاظ على مكانتها الريادية في صناعة السيارات العالمية بأكملها، بما في ذلك الحفاظ على حضورها في أحدث الاتجاهات التكنولوجية مثل خدمات طلب السيارات ذاتية القيادة، حيث لا تزال تحتفظ فولكسفاغن بطموحاتها حتى بعد أن تخلى منافسوها التقليديون مثل فورد وجنرال موتورز عن هذه الطموحات.

الأكثر قراءة