"HSBC": موجة بيع الدولار فقاعة مهددة بالانفجار
قال محللو بنك "HSBC" إن موجة بيع الدولار المتواصلة بدأت تأخذ ملامح "فقاعة"، مؤكدين أنه- كما هو الحال مع جميع الفقاعات- فإنها مرشّحة للانفجار في نهاية المطاف.
كتب محللون بقيادة بول ماكل، في مذكرة بحثية، أن المتعاملين يبدو أنهم يركزون بشكل مفرط على التراجع الحاد للدولار هذا العام، ويميلون إلى توقّع استمرار هذا الأداء السلبي مستقبلاً. وقال المحللون إن هذا السلوك يحمل سمات الفقاعات المالية.
أشار المحللون: "لم يمضِ وقت طويل على ظهور فقاعة قوية في الدولار الأمريكي، لكن العكس يحدث الآن: نحن نشهد ما يشبه "فقاعة مضادة" ناتجة عن موجة بيع مفرطة للعملة".وأضافوا: "هناك سمات توحي بوجود سلوك يشبه الفقاعة، وهو ما يُعدّ مؤشراً على أن الدولار ربما يقترب من بلوغ القاع".
أداء الدولار في 2025
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بأكثر من 8% هذا العام، في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية الكبيرة والارتباك المحيط بتطبيقها، مما أثار تساؤلات بشأن استقرار العملة الاحتياطية العالم.
ورغم أن " اتش اس بي سي" يتوقع استمرار ضعف الدولار خلال الأشهر المقبلة، فإن المحللين يرون أن الحجج المؤيدة لمزيد من التراجع أصبحت "أحادية الجانب بشكل مبالغ فيه".
وأوضح المحللون أن حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات الأمريكية قد قوّضت مكانة الدولار كعملة ملاذ آمن، وعزّزت الاتجاه العالمي نحو "تقليص الاعتماد على الدولار". ومع ذلك، فإن مبررات استمرار عمليات بيع الدولار فقدت كثيراً من زخمها منذ إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق في أبريل.
كما أشار المحللون إلى أن عودة العلاقة التقليدية بين الدولار وعوائد السندات الأمريكية قد تُعدّ إشارة على اقتراب نهاية موجة تراجع العملة الخضراء، لافتين إلى أن علاقة مماثلة بدأت تتشكّل بين الأسهم الأمريكية والعوائد أيضاً على أدوات الدين.
احتمالات تُعزز هبوط الدولار
من ناحية أخرى، قد يزداد زخم هبوط الدولار إذا عادت حالة عدم اليقين بشأن السياسات الأمريكية لتُشكّل "مشكلة فعلية"، أو إذا بدأ الاقتصاد العالمي في تسريع وتيرة نموه. ورغم أن هذين السيناريوهين لا يشكّلان التوقّع الأساسي للبنك، فإن المحللين شددوا على "ضرورة الانتباه إلى هذه المخاطر".
أشار المحللون أيضا إلى أن استبدال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب الأداء القوي لليورو، قد يكونان من العوامل المحتملة التي قد تُسرع "انفجار فقاعة بيع الدولار"، أي أن السوق قد تندفع بقوة في الاتجاه المعاكس.
كتب ماكل وفريقه: "بينما نأخذ في الاعتبار بعض السيناريوهات التي قد تدفع الدولار إلى مزيد من التراجع، علينا أيضاً أن نُدرك المؤشرات التي قد تُنذر بقرب نهاية هذا الهبوط. ومن وجهة نظرنا، بدأت تتشكل فقاعة مضادة للدولار. ورغم أنها لم تنضج بعد لتنفجر، فإن جميع الفقاعات تنتهي بالانفجار في نهاية المطاف".