"يو بي إس" و "يوليوس باير": أسهم التكنولوجيا الأمريكية لم تفقد بريقها
ينصح بنكا يو بي إس ويوليوس باير السويسريين المستثمرين الدوليين بإبقاء أسهم التكنولوجيا الأمريكية جزءًا أساسيًا من محافظهم الاستثمارية حتى مع استمرار اتجاه التخفف من أصول الدولار.
جاء ذلك في أعقاب ارتفاع أسهم التكنولوجيا الذي رفع بدوره مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 6,263.26 نقطة يوم الأربعاء، وأوصل القيمة السوقية لشركة إنفيديا إلى 4 تريليونات دولار - وهي أول شركة في العالم تحقق هذه القيمة.
يرى مارك أندرسن، المدير الإداري لمكتب الاستثمار الرئيسي في يو بي إس لإدارة الثروات العالمية، أن هذا "الجنون" سيستمر، حسب قوله يوم الخميس.
من جانبه، صرّح بهاسكار لاكسمينارايان، كبير مسؤولي الاستثمار في آسيا والشرق الأوسط في "يوليوس باير"، بأنه لا توجد سوق أو قطاع آخر يضاهي تأثير قطاع التكنولوجيا الأمريكي في الاستثمار أو الابتكار، مؤكدا: "لا يوجد مكان آخر، حتى الصين، يحدث مثل التأثير في المحفظة الاستثمارية".
بحسب بيانات "يوليوس باير"، تزخر الولايات المتحدة بنحو 700 شركة يونيكورن تكنولوجية (شركات ناشئة تفوق قيمتها مليار دولار)، مقارنة بـ162 في الصين، وأكثر من 100 في أوروبا. ومن بين أكبر 30 سهما في قطاع التكنولوجيا في العالم 22 شركة أمريكية.
على غرار بنوك دولية أخرى، يتوقع بنك يو بي إس ويوليوس باير أن تظل الأسهم الأمريكية قوية، مدعومة بعوامل هيكلية قوية مثل الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي وأرباح الشركات القوية، على الرغم من انخفاض قيمة الدولار.
قال أندرسن من "يو بي إس" إنه أي خفض في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيعطي دفعة دعم لأسواق الأسهم الأمريكية.
يشهد الدولار تراجعًا منذ يناير، مسجلًا بعضًا من أشد انخفاضاته عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسومًا جمركية على الصين وشركاء تجاريين آخرين، ما أدى إلى هبوط حاد في الأسواق.
يتوقع "مورجان ستانلي" أن ينخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى 91 بحلول منتصف 2026 – وهو مستوى شوهد آخر مرة في يونيو 2021، مقارنة بمستواه يوم الخميس عند 97.40.
وسط هذا التراجع، بدأ المستثمرون الدوليون بتنويع استثماراتهم نحو أسواق أخرى. ووفقًا لـ"يوليوس باير"، فإنه خلال السنوات العشر المقبلة، من المتوقع أن يقلل المستثمرون من انكشافهم على السوق الأمريكية ويزيدوا مخصصاتهم نحو أوروبا وآسيا، لا سيما الصين والهند، وسويسرا وألمانيا.
رغم أن "يو بي إس" يوصي بتخصيص أكثر من 50% من المحفظة العالمية للأسهم الأمريكية – وهي نسبة تقل عن حصتها الفعلية من القيمة السوقية العالمية التي تتجاوز الثلثين – إلا أن الصين ودولاً أخرى ستظل عنصرًا مهمًا في التنويع، بحسب أندرسن.
مع أن التحديات الاقتصادية التي تواجه الصين – مثل التوترات التجارية وتباطؤ الاستهلاك – فإن قطاعات مثل التكنولوجيا، والسيارات الكهربائية، وأنماط الاستهلاك الجديدة، تمثل فرصًا استثمارية.
تقول مين لان تان، رئيسة مكتب الاستثمار الرئيسي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك يو بي إس، إن العملاء الذين يركزون كثيرا على الأصول الأمريكية أصبحوا مهتمين أكثر فأكثر بشركات التكنولوجيا الصينية الجديرة بالاستثمار.
وقد ارتفع مؤشر هانج سنج للتكنولوجيا، الذي يضم بعضًا من أكبر شركات التكنولوجيا الصينية، بنسبة تقارب 20% هذا العام.