أوبك تتوقع تضاعف حجم الاقتصاد العالمي إلى 358 تريليون دولار بحلول 2050
أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الخميس حق الجميع في الوصول إلى احتياجات الطاقة، مع توقعها تضاعف حجم الاقتصاد العالمي في 2050، ليصل إلى 258 تريليون دولار، مدفوعا بزيادة عدد سكان العالم.
جاء هذا في تقرير "توقعات النفط العالمية"، الذي أطلقته "أوبك" على هامش النسخة التاسعة من الندوة الدولية للمنظمة في العاصمة النمساوية فيينا.
يعد التقرير جزءا من التزام "أوبك" باستقرار السوق، كونه وسيلة لتسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية العديدة التي تواجه صناعة النفط وتعزيز فهمها، فضلا عن أنه يُمثل قناة لتشجيع الحوار والتعاون والشفافية بين المنظمة والأطراف المعنية بالقطاع.
كذلك، يتناول التقرير التطورات الاقتصادية والديموغرافية والسياسية والتكنولوجية، لتوفير نظرة متوازنة وواقعية تستند إلى بيانات واقعية، ويناقش النمو السكاني العالمي، واتجاهات التحضر، التي تُحرّك الطلب على الطاقة.
يجمع التقرير بين خبرة أمانة "أوبك" وخبراء من الدول الأعضاء في المنظمة ومجلس اللجنة الاقتصادية التابع لها، إضافة إلى إسهامات من مصادر أخرى مختلفة.
تقرير "أوبك" يأخذ زيادة احتياجات الطاقة في الحسبان
هيثم الغيص، الأمين العام لـ"أوبك"، قدم التقرير، قائلا إنه يؤكد حق الجميع في الوصول إلى احتياجات الطاقة، مسلطا الضوء على التزام المنظمة في الوقت ذاته بالعمل على خفض الانبعاثات.
بينما يشدد التقرير على حاجة الأسواق إلى جميع موارد الطاقة، فقد أشار الغيص إلى تأكيده ضرورة العمل على الاستفادة من التقنيات والابتكار في رفع مستويات الكفاءة، مع وضع كل مواطن في أي مكان في العالم بالحسبان.
ستقود الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الطلب على الطاقة في السنوات المقبلة، بحسب الغيص.
تضم منظمة التعاون 38 دولة عضو؛ وقد تأسست عام 1961 لتحفيز التقدم الاقتصادي والتجارةالعالمية.
الدكتور عايض القحطاني، رئيس الأبحاث في "أوبك"، قال إن التقرير يركز على تحولات الطاقة وتلبية احتياجات المستهلكين، ويأخذ بالحسبان الزيادة السكانية العالمية وزيادة احتياجات الطاقة.
وسّع التقرير نطاقه هذا العام، ليشمل عام 2050، مُلقيا الضوء على الاتجاهات والتحولات العالمية المحورية. يشمل ذلك دراسة ما يُمكن أن يُقدّمه كل نوع من أنواع الطاقة، من حيث توفير أمن الطاقة، وتوافرها، وخفض الانبعاثات، مع التركيز على الحاجة إلى مسارات طاقة مستقبلية عادلة وشاملة للجميع.
النمو الاقتصادي والسكاني العالمي يعزز الطلب على الطاقة
تعزز التوقعات بزيادة كبيرة في عدد سكان العالم الحاجة إلى الطاقة. وتُشير التوقعات إلى ارتفاع عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول 2050 من مستوى يزيد قليلا على 8 مليارات حاليا.
يُعزى هذا النمو بشكل رئيس إلى الطفرة الديموغرافية الكبيرة في المناطق غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يُتوقع أيضا نمو اتجاهات التحضر، حيث سيكون ثلثا سكان العالم، أي ما يزيد على 6.6 مليار شخص، في المراكز الحضرية بنهاية الفترة التي تغطيها التوقعات.
تشير التوقعات كذلك إلى أن حجم القوى العاملة العالمية، التي تضم فئة القادرين على العمل في سن 15-64 عاما، سيصل إلى 6 مليارات شخص بحلول 2050، ما سيدمج فعليا نحو 870 مليون وافد جديد إلى سوق العمل.
اقتصاد العالم مرشح لنمو قوي حتى 2050
يتوقع التقرير أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي في المتوسط 2.9% سنويا حتى عام 2050، وهو ما سيؤدي إلى تضاعف حجم الاقتصاد العالمي.
يُنتظر أن تقود الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هذا النمو، بمعدل نمو سنوي قدره 3.7%.
في المقابل، ستشهد دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نموا سنويا أكثر تواضعا، عند نحو 1.6%.
بحسب التقرير، سيتواصل تأثير التكنولوجيا بشكل كبير في الطلب على الطاقة والعرض.
من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة الأولية 24% بحلول 2050، مدفوعًا بالدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.