"أمازون" بين رسوم مربكة وحيرة البائعين.. النسخة الأغرب من "برايم داي"
إذا عدنا بالزمن 10 أعوام إلى أول نسخة من "أمازون برايم داي"، لوجدناه مختلفا عن نسخته اليوم، كثير من التفاصيل والظروف المحيطة قد تغيرت جذريا منذ ذلك الحين.
نسخة برايم داي 2025 هي حدث يستمر 4 أيام، يبدأ من يوم الثلاثاء 8 يوليو، بعد أن كان يومين في 2024، ويوما واحدا عند انطلاقه لأول مرة في 2015.
وكحال عديد من الأنشطة التجارية اليوم، يواجه البائعون المستقلون على أمازون الذين يمثلون نحو 60% من مبيعات المنصة معضلة التعامل مع فوضى الرسوم الجمركية الأمريكية، وما إذا كانت تؤثر في إستراتيجياتهم خلال "برايم داي".
في حديث مع مجلة فورتشن، كشف عدد من البائعين عن إستراتيجيتين رئيسيتين: بعضهم سيواصل تقديم التخفيضات كالمعتاد بهدف تعزيز التدفق النقدي وتحسين تصنيف منتجاتهم على أمازون. في المقابل، يفضل آخرون اتباع الحذر في ظل ضغوط الرسوم الجمركية وهوامش الأرباح، مع إدراكهم احتمالية خسارتهم لحجم مبيعات أكبر وفرص التفوق على المنافسين.
بعض البائعين الذين عمدوا إلى تخزين كميات من البضائع مبكرا هذا العام، قبل الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية، يواصلون خفض الأسعار على أمل الاستفادة من انتعاش المبيعات في برايم داي، بينما يفضّل آخرون الاحتفاظ ببضائعهم التي اشتروها بتعريفات منخفضة وبيعها بالسعر الكامل لاحقا، لتأمين هامش ربح أكبر تحسبا لأي زيادات قادمة في الرسوم الجمركية قد ترفع تكاليفهم مستقبلا.
أما عملاء أمازون، فباتت لديهم حسابات جديدة، حيث يتساءل بعضهم إن كان الوقت الحالي هو الوقت المناسب لاستغلال العروض وربما شراء مستلزمات العودة إلى المدارس مبكرا قبل أن تؤدي الرسوم الجديدة لاحقا إلى ارتفاع الأسعار. وكان ترمب قد أعلن أن معظم الرسوم "المتبادلة" ستدخل حيز التنفيذ في أغسطس بدلا من يوليو، ما يزيد غموض المشهد الاقتصادي ويؤجل أي استقرار كانت تأمله الشركات الأمريكية.
في المقابل، قد يختار عدد من المتسوقين انتظار عروض أفضل أو تجنب فعالية التسوق تماما. على سبيل المثال، ذكرت الشركة التي تدير مبيعات أمازون لعلامات تجارية مثل كروكس وبيتس المملوكة لشركة أبل، أن مبيعات برايم داي انخفضت 14% على أساس سنوي في الساعات الأربع الأولى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لبلومبرغ.
من المحتمل بالطبع أن يكون الطلب الاستهلاكي هذا العام قد توزّع بشكل أوسع على مدى أيام الحدث الأربعة، مقارنة بالعام الماضي حيث استمر ليومين فقط.
ثم هناك معادلة الذكاء الاصطناعي. على موقع أمازون وتطبيقها، يمكن للمستهلكين استخدام مساعد التسوق "روفوس" لمقارنة أسعار العروض بسعر المنتج خلال آخر 30 أو 90 يوما. لكن لا تبدو أمازون حريصة على الترويج للمساعد هذا العام بشكل مكثف أو مختلف عن المعتاد.
ومع ذلك، يبحث مزيد من الأشخاص عن العروض عبر روبوتات الدردشة التوليدية للذكاء الاصطناعي ومساعدين مثل تشات جي بي تي وبيربلكسيتي. صرحت شركة أدوبي أنها تتوقع زيادة حركة الزوار من مصادر الذكاء الاصطناعي التوليدية أكثر من 3000% على أساس سنوي في نسخة "برايم داي" الحالية.
بشكل عام، لا تزال "أدوبي" تتوقع أن تزيد المبيعات الإلكترونية على أمازون وغيرها - حيث تُقدم عديد من كبرى شركات التجزئة عروضا ترويجية مخفضة عبر الإنترنت خلال أسبوع برايم داي - أكثر من 28% مقارنة بالعام الماضي خلال الفترة نفسها. وهذا ارتفاع ملحوظ في مبيعات قطاع التجارة الإلكترونية الأمريكي الذي كان ينمو عادة أقل من 10%.
لكن مع هذا الكم من عدم اليقين الذي يحيط بالعلامات التجارية الاستهلاكية والإنفاق الاستهلاكي حاليا، يبدو أن نسخة برايم داي 2025 هي الأكثر غموضا وتقلبا على الإطلاق.