الذهب يلمع في أستراليا ويتفوق على الفحم مع تصاعد التوترات العالمية  

الذهب يلمع في أستراليا ويتفوق على الفحم مع تصاعد التوترات العالمية  

يتوقع أن يتجاوز الذهب الفحم المعدني ليصبح ثالث أهم سلعة تصديرية في أستراليا، مع سعي المستثمرين إلى الأصول الآمنة، مدفوعةً بالتوترات التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، والمخاوف بشأن الوضع المالي الأمريكي، والصراع في الشرق الأوسط، وفقًا لما أظهرته بيانات حكومية يوم الاثنين.

الحكومة الأسترالية تتوقع أن تقفز عائدات الذهب بنحو 10 مليارات دولار أسترالي لتصل إلى 56 مليار دولار أسترالي في السنة المالية 2026، مع تسجيل سعر الأونصة مستوى قياسيا عند 3400 دولار خلال الربع الثاني من هذا العام.

وفقا لـ "نيكاي آسيا" هذا الارتفاع يأتي ليسد جزئيا تراجعا في أسعار صادرات البلاد الأخرى من الموارد والطاقة، ما دفع الحكومة إلى خفض توقعاتها لإجمالي عائدات الصادرات إلى 369 مليار دولار أسترالي في 2026، بانخفاض 4% عن العام السابق، وأقل بـ4 مليارات من توقعات مارس الماضي. ومن المتوقع أن تنخفض هذه العائدات إلى 352 مليار دولار في 2027.

ترى الحكومة أن السبب الرئيس وراء هذا التراجع هو التباطؤ في النشاط الاقتصادي العالمي نتيجة سياسات تجارية أمريكية متقلبة، دفعت المشترين إلى تبني نهج الانتظار والترقب.

وزيرة الموارد الأسترالية مادلين كينج أكدت إن التوقعات تؤكد أن البلاد لا تزال موردا موثوقا للموارد والطاقة، "في حين أن أسعار السلع الأساسية العالمية تتراجع، يشير التقرير إلى أن شركات الموارد الأسترالية ستواصل الحفاظ على قدرتها التنافسية على الساحة العالمية".

وبينما تتراجع قيمة صادرات رئيسية مثل الغاز الطبيعي المسال (الذي من المتوقع أن ينخفض إلى 60 مليار دولار أسترالي في 2026) وخام الحديد (من المتوقع أن يتراجع بـ11 مليار دولار ليصل إلى 104.8 مليار دولار)، يبرز الذهب كقصة النجاح الوحيدة. ويُعزى هذا إلى 3 عوامل رئيسية: تصاعد الحواجز التجارية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وتراجع الثقة في السندات الأمريكية، والتوترات العسكرية في الشرق الأوسط.

أستراليا هي ثالث أكبر مُصدّر للذهب في العالم، ومن المتوقع أن تنتج 319 طنا في 2025، بزيادة قدرها 6% عن العام السابق. وتتوقع الحكومة أن تبقى الأسعار فوق 3 آلاف دولار للأونصة حتى منتصف العام المقبل.

في مذكرة إحاطة الأسبوع الماضي، أشار محلل السلع في بنك الكومنولث، فيفيك دار، إلى أن عقود الذهب الآجلة قد انخفضت إلى 3327 دولارًا للأونصة بعد أن توقفت الحرب بين إسرائيل وإيران.

وقال إن الصراعات أدت إلى تفوق الدولار الأمريكي على الذهب، ما يُشير إلى أن التحول نحو الذهب كملاذ آمن مُفضل قد لا ينطبق إلا عندما يكون مُحفز تقلبات السوق هو السياسة الأمريكية، مضيفا: أن مزيدا من الاضطرابات الناجمة عن السياسة التجارية الأمريكية قد تُؤدي إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للذهب إلى 3750 دولارًا للأونصة بحلول الربع الأخير من 2025.

في المقابل، من المتوقع أن تنخفض أرباح خام الحديد، وهو أهم صادرات أستراليا، الذي يُشحن معظمه إلى الصين، بمقدار 11 مليار دولار أسترالي في السنة المالية 2026 لتصل إلى 104.8 مليار دولار أسترالي، وأن تنخفض أكثر في العام التالي لتصل إلى 97 مليار دولار أسترالي.

من المتوقع أيضًا أن ينخفض ​​الغاز الطبيعي المسال، ثاني أكثر صادرات البلاد ربحية، بمقدار 6 مليارات دولار أسترالي ليصل إلى 60 مليار دولار أسترالي في السنة المالية 2026، ثم إلى 53 مليار دولار أسترالي في السنة المالية 2027.

وقد تبقى صادرات الفحم المعدني مستقرة بين 40 و41 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، بينما يُتوقع أن تشهد صادرات الليثيوم انتعاشا تدريجيا، لترتفع من 4.6 مليار دولار في 2025 إلى 6.6 مليار في 2027.

رغم هذا التفاؤل المحدود، لا تزال الحكومة ترى أن آفاق صادرات السلع الأساسية "ضعيفة" في المدى القريب، في ظل استمرار الضغوط العالمية وتقلب الأسواق.

الأكثر قراءة