عودة قوية لأسهم التكنولوجيا في آسيا بدعم من الذكاء الاصطناعي والرقائق
تشهد أسهم التكنولوجيا في جميع أنحاء آسيا دفعةً جديدةً مع عودة إقبال المستثمرين على أسهم النمو، مدفوعةً بالطلب المرن على الذكاء الاصطناعي، والتقدم المحرز في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وفقا لصحيفة "نيكاي آسيا"، سجلت أسهم شركة إنفيديا مستوى قياسيًا مرتفعًا يوم الأربعاء. وبالرغم من فرض الحكومة الأمريكية قيودًا على صادرات شركة تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، سجلت الشركة أرباحًا قوية في الربع الأول، وصرح الرئيس التنفيذي جنسن هوانج بأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات فرصة نمو تقدر بمليارات الدولارات.
إلى جانب التفاؤل بشأن مستقبل القطاع، اتفقت القوتان العظميان في العالم على إطار عمل تجاري، ما هدأ قلق السوق إزاء تصاعد التوترات وعزز ثقة المستثمرين في الأصول الخطرة.
سجل مؤشر آي سي إي آسيا للتكنولوجيا 30، الذي يرصد أداء أكبر 30 شركة تكنولوجية مدرجة في بورصات آسيا والمحيط الهادئ، ارتفاعًا بلغ 19% حتى الآن هذا العام، متفوقًا على مؤشرات قياسية مثل ناسداك ومؤشر نيكاي الياباني للأسهم القيادية.
ومقارنةً بأدنى مستوياته في أوائل أبريل، عندما تسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن رسوم جمركية "متبادلة" في اضطراب السوق العالمية، ارتفع المؤشر 32%.
كما تشهد مؤشرات أخرى في المنطقة أداءً حسنا على صعيد التكنولوجيا.
ارتفع مؤشر كوسداك في كوريا الجنوبية بنسبة 16% هذا العام، ويتداول عند أعلى مستوياته منذ أغسطس الماضي. فيما سجّل مؤشر كوسبي، الذي يضم شركات أكثر، ارتفاعًا بنسبة 28%، مدفوعًا بصعود كبير في أسهم شركات أشباه الموصلات، مثل "سامسونج إلكترونكس". هذا يعكس الآمال في أن تدعم الإدارة الجديدة للبلاد الصناعات الرئيسة، بما فيها الذكاء الاصطناعي.
في اليابان، يُتداول مؤشر فاكت سيت لأفضل 20 شركة تكنولوجية - مدرجة في بورصة طوكيو، في مجالات مثل الأتمتة والتجارة الإلكترونية والرقائق - بالقرب من أعلى مستوى له في 4 أشهر. ومن أبرزها شركة أدفانتست، المُصنّعة لمعدات الرقائق. وقد قفزت أسهم الشركة 110% منذ انخفاض الأسهم جراء رسوم ترمب الجمركية. وصباح الخميس، وصلت أسهمها إلى مستوى قياسي.
قال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير إستراتيجيي السوق في شركة ميتسوي سوميتومو دي إس لإدارة الأصول في طوكيو: "يراهن المستثمرون على الأسهم التي تتمتع بإمكانات نمو متوسطة إلى طويلة الأجل في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي". وأضاف: "لا يزال الغموض يكتنف مستقبل السياسات التجارية الأمريكية، لكن هذا غموض قصير الأجل، وقد دعمت توقعات الأرباح القوية أسهم التكنولوجيا".
دفع الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات والرقائق، الأسهم المرتبطة به إلى الارتفاع. ارتفعت أسهم شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، بنسبة 24% عن أدنى مستوى لها في أبريل، وهي على وشك العودة إلى المنطقة الإيجابية منذ بداية العام. وارتفعت أسهم شركة آسيا فايتال كومبوننتس، المزودة للحلول الحرارية، بنسبة 119% عن أدنى مستوى لها في أبريل، ما يجعلها في مستوى أعلى بنحو 20% عن نهاية العام الماضي.
قالت بروكسا إيامثونجثونج، نائبة رئيس أسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة أبردين للاستثمارات: "أثيرت مخاوف ناجمة عن ظهور برنامج ديب سيك الصيني سابقا هذا العام، ثم رسوم ترمب الجمركية، ما أجج مخاوف بشأن انهيار الطلب". لكنها أشارت إلى أن "نتائج الأرباح كانت قوية إجمالا لسلسلة توريد التكنولوجيا في تايوان وكوريا الجنوبية، ويعزى ذلك جزئيًا إلى الطلب المتزايد، ولأن تأثير الرسوم الجمركية لم يصل إلى الشركات بعد". وأضافت: "ما لم نشهد ركودًا في الولايات المتحدة، يبدو أن الطلب سيكون قويًا جدًا".