أسهم آسيا ترتفع بدعم محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم
افتتحت الأسهم الآسيوية تداولات اليوم الإثنين على ارتفاع، مع استعداد أمريكا والصين لاستئناف مفاوضات التجارة، بينما ساهمت بيانات الوظائف الإيجابية في أكبر اقتصاد في العالم في تهدئة المخاوف من الركود.
مؤشر الأسهم الإقليمي ارتفع 0.8% مع صعود أسهم التكنولوجيا، بدعم من خطط الاستثمار التي أعلنتها شركة "ميتا"، وقفزت أسهم هونج كونج 1% قبيل انطلاق محادثات لندن اليوم.
في المقابل تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" في تداولات آسيا 0.2% بعد أن أغلق المؤشر عند أعلى مستوى له منذ فبراير، واستقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام عند 4.50%، بعدما قفزت يوم الجمعة، وانخفض الذهب 0.2%.
انحسار التوترات التجارية ساهم في رفع مؤشر رئيسي لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 0.6%، ليُصبح في طريقه لتسجيل أعلى إغلاق له منذ فبراير 2022، وبدأ أن حدة التوترات التجارية تراجعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي بينغ، بعدما تم تجاوز الجمود في ملف المعادن النادرة، ما مهد الطريق أمام محادثات تجارية جديدة.
عزز التفاؤل في سوق الأسهم أيضا المفاجأة الإيجابية في بيانات سوق العمل، إذ تباطأ نمو الوظائف في أمريكا خلال مايو، وتم خفض بيانات الشهرين السابقين، لكن تقرير يوم الجمعة جاء أعلى بقليل من التوقعات.
كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي لدى "بنك لومبارد أودييه" هومين لي قال لـ "بلومبرغ" : يفضل إبقاء المحافظ مائلة نحو الأصول ذات المخاطر في ظل مرحلة إبرام الصفقات ضمن سياسة ترمب التجارية، مضيفا "هناك مجال لعقد اتفاقات ثنائية قبل حلول الموعد النهائي في 9 يوليو بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة".
انتعاش بعد فترة الرسوم المضطربة
سجلت أسواق الأسهم انتعاشا بعد فترة مضطربة استمرت شهرين، إذ ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" للأسبوع الخامس خلال الأسابيع السبعة الماضية، كما ارتفعت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا سبع مرات خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة.
في الأثناء، يستعد المفاوضون الأمريكيون والصينيون لبدء جولة ثانية من محادثات التجارة اليوم، وهي الأولى منذ أن نجح ترمب وشي في كسر الجمود. ويُنعش ذلك الآمال في أن يتمكن أكبر اقتصادين في العالم من نزع فتيل التوترات حول هيمنة الصين على معادن الأرض النادرة.
كان الجانبان قد تبادلا الاتهامات بالتراجع عن اتفاق تمّ التوصل إليه في مايو بجنيف، حيث حاولا بدء تفكيك الحرب التجارية، وقبيل المحادثات، وافقت الصين على بعض طلبات تصدير معادن الأرض النادرة. كما بدأت شركة "بوينغ" في شحن طائراتها التجارية إلى الصين لأول مرة منذ أوائل أبريل، في مؤشر إلى استئناف تدفّق التجارة.
كبير محللي السوق لدى "كابيتال كوم" كايل رودا قال في مذكرة اليوم الإثنين حول محادثات التجارة بين أمريكا والصين "ستبقى السياسة التجارية أكبر مصدر لعدم اليقين على مستوى الاقتصاد الكلي"، مضيفا "أي مؤشرات على تحقيق مزيد من الزخم في المحادثات قد تمنح الأسواق دفعة جديدة مع بداية الأسبوع".
ترقب لمزاد سندات الخزانة الأمريكية
في وقت لاحق هذا الأسبوع، ستتجه الأنظار إلى مزاد سندات الخزانة الأمريكية، إذ تعتزم وزارة الخزانة بيع سندات لأجل 30 عاما بقيمة 22 مليار دولار يوم الخميس، ضمن جدولها الدوري للاقتراض. ويأتي ذلك بعد موجة اعتراضات من المستثمرين العالميين حيال الديون الحكومية الأميركية طويلة الأجل.
في السوق اليابانية، تتزايد التوقعات بأن تعدل الحكومة إصدارات الديون الشهر المقبل، من خلال زيادة مبيعات الأوراق المالية الأقصر أجلاً، وخفض مبيعات السندات الأطول أجلا، وسيراقب المستثمرون أيضاً بيانات التضخم الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع.
على صعيد منفصل، امتد انكماش أسعار المستهلكين في الصين إلى الشهر الرابع على التوالي، في ظل اشتداد حروب الأسعار، بينما أخفق تحسّن الإنفاق خلال عطلتين وطنيتين في تعويض ضعف الطلب المحلي.
في يوم الجمعة، أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية زيادة قدرها 139 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد مراجعة بيانات الشهرين السابقين بالخفض بمقدار 95 ألف وظيفة، واستقرّ معدل البطالة عند 4.2% بينما تسارع نمو الأجور.
ساعدت أرقام الوظائف على تهدئة المخاوف من تراجع حاد في الطلب على اليد العاملة، في وقت تُواجه فيه الشركات ارتفاع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية، واحتمالات تباطؤ النشاط الاقتصادي.