سياسات ترمب تجاه الهجرة وهارفارد .. أمريكا تخسر المواهب والمكسب لآسيا
بعد ما عرقلت إدارة ترمب قدرة جامعة هارفارد على قبول الطلاب الدوليين، سارعت الدول الآسيوية إلى استقطاب الطلاب الموهوبين والمهنيين الذين لم يعودوا قادرين أو راغبين في العمل والدراسة في الولايات المتحدة.
وفقا لصحيفة "نيكاي آسيا"، قدمت جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا قبولًا غير مشروط لطلاب هارفارد المتضررين، إلى جانب تسهيلات في إجراءات القبول ودعم أكاديمي. من جانبها، أعلنت جامعة طوكيو أنها تدرس إمكانية قبول طلاب هارفارد مؤقتًا إذا تأثروا بقرار الحكومة الأمريكية.
تأتي هذه التحركات وسط تحذيرات من خبراء أكاديميين وصانعي سياسات من أن الهجمات "غير المسبوقة" لإدارة ترمب على جامعة هارفارد قد تُلحق أضرارًا طويلة الأمد بالنظام التعليمي الأمريكي، وجاذبيته للمواهب ومكانته الرائدة في الابتكار والإنتاجية.
خريج هارفارد وعالم فيزياء فلكية في الجامعة الوطنية الأسترالية، برايان شميدت، صرّح لـ"نيكاي آسيا" بأن الأبحاث العلمية في هارفارد قد تتضرر بسبب تجميد التمويل، مضيفًا: "ستخسر الولايات المتحدة مواهب كثيرة ".
نشر ترمب عبر منصته "تروث سوشيال" أنه يدرس تحويل منح هارفارد المجمدة، والبالغة 3 مليارات دولار، إلى مدارس مهنية. كما تسعى الإدارة إلى إلغاء برنامج التدريب العملي الاختياري الذي يسمح للطلاب الدوليين بالعمل في البلاد بعد التخرج.
مرشح ترمب لرئاسة إدارة خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية، جوزيف إيدلو، قال إنه يهدف إلى سحب تصاريح العمل بعد التخرج لطلاب التأشيرات الدراسية (F-1).
وفي ضربة أخرى ضد الطلاب الدوليين والجامعات، أمرت إدارة ترمب السفارات الأمريكية بالتوقف فورا عن جدولة مقابلات تأشيرات الطلاب الجدد.
ويشكل الطلاب الآسيويون أكثر من 70% من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة لعام 2023-2024، بحسب تقرير بعنوان "أبواب مفتوحة" صادر عن معهد التعليم الدولي ووزارة الخارجية، إذ تشكل الهند 29.4% والصين 24.6%.
أستاذ علوم الحاسوب في جامعة ميشيجان، جيسون كورسو، قال إن هذه الإجراءات تهدد مستقبل الابتكار وتضر بجميع قطاعات الصناعة الأمريكية، وتتناقض مع مصلحتها المزعومة في أخذ الصدارة في سباق الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الخطوة وسط تصاعد المخاوف بين الآسيويين في الولايات المتحدة من تأجيج المشاعر المعادية للهجرة، وتزايد صعوبة الحصول على تأشيرات، أو الإقامة الدائمة، أو الجنسية.
كما أعرب حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، عن قلقه من تأثير خطاب الإدارة المعادي للهجرة على اقتصاد الولاية، موضحًا أن روح ريادة الأعمال في كاليفورنيا تعتمد على المهاجرين والجامعات. فشركات كبرى مثل "أمازون"، و"جوجل"، و"ميتا"، كانت من أكبر الجهات الراعية لتأشيرات العمل (H1B) في 2024، وشكل المتقدمون من إنديانا أكثر من 70% من التأشيرات المقبولة خلال هذه الفترة.
وأظهرت دراسة في مجلة نيتشر أن 75% من 1600 مشارك، معظمهم طلاب دكتوراه أو باحثون، يفكرون في مغادرة الولايات المتحدة بسبب هذه السياسات. لكن خسارة أمريكا لهم قد تكون مكسبًا للدول الآسيوية.
رئيس السلطة التنفيذية لهونج كونج، جون لي، أكد سياسة "الباب المفتوح"، معلنًا ترحيب بلاده بالطلاب المتضررين من السياسات الأمريكية.
وستستفيد دول جنوب شرق آسيا أيضًا. فمع تزايد أهمية دول مثل إندونيسيا وفيتنام في سلسلة التوريد العالمية للتكنولوجيا، يزداد طلبها على العمال ذوي المهارات العالية.
ووفقا لكبير مسؤولي الاستثمار في صندوق دانانتارا إندونيسيا السيادي، باندو سجهرير، ترى إندونيسيا فرصة لجذب المواهب الإندونيسية إلى الوطن.
من جانبها، تعمل فيتنام على تعديل قانون الجنسية لاستقطاب الكفاءات الفيتنامية يسمح للمغتربين الراغبين بالعودة الاحتفاظ بجنسيتهم الأجنبية.