وول ستريت تتوقع نموا أكبر في الصين وتحفيزا أقل بعد هدنة مع واشنطن

وول ستريت تتوقع نموا أكبر في الصين وتحفيزا أقل بعد هدنة مع واشنطن

رفعت مجموعة "جولدمان ساكس" وعدد من بنوك الاستثمار الكبرى الأخرى توقعاتها للنمو الاقتصادي في الصين خلال العام الجاري، مشيرة إلى تحسن آفاق الصادرات عقب التوصل إلى هدنة جمركية مع الولايات المتحدة.

اقتصاديو "غولدمان ساكس" و"جيه بي مورجان تشيس آند كو"  و"آي إن جي جروب" و"بلومبرغ إيكونوميكس" رفعوا هذا الأسبوع تقديراتهم لنمو الصين إلى 4.6% أو أكثر، من تقديرات سابقة بحدود 4%.

وبحسب مذكرة من "جولدمان ساكس" صادرة أمس الثلاثاء، قد تتمكن الصين من تفادي انكماش صادراتها هذا العام بعد إبرام اتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة لتخفيف حدة النزاع التجاري بين البلدين.

تحفيز اقتصادي أقل متوقع
فيما قد تكون خيبة أمل للأسواق، التوقعات المتفائلة تُقلص حجم الحوافز الإضافية التي قد يحتاج صانعو السياسات لتقديمها لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية، مثل زيادة الاقتراض والإنفاق الحكوميين. تراجعت الأسهم الصينية في بورصة هونج كونج أمس مع انحسار التفاؤل الأولي الناتج عن الهدنة التجارية، قبل أن تعاود الارتفاع صباح اليوم.

في هذا السياق، عدَلَ "جيه بي مورجان" يوم الاثنين عن توقعاته السابقة بإطلاق حزمة تحفيز مالي بقيمة تريليون يوان (139 مليار دولار)، كان يتوقع إقرارها قرب اجتماع للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني في يوليو. أما "جولدمان ساكس"، فأصبح يتوقع الآن خفضاً واحداً فحسب لسعر الفائدة بواقع 10 نقاط أساس خلال ما تبقى من العام، مقارنة بخفضين بالمقدار نفسه في توقع سابق.

الهدنة التجارية تدفع الصادرات الصينية
أعلن المفاوضون التجاريون الصينيون والأمريكيون، يوم الاثنين، الاتفاق على خفض يفوق التوقعات للرسوم الجمركية الإضافية التي فُرضت خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترمب. ووفقاً للاتفاق، ستنخفض الرسوم الصينية الشاملة على السلع الأمريكية إلى 10%، فيما ستبلغ الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية 30%، وذلك لمدة 90 يوماً.

نتيجة لذلك، انخفض متوسط ​​الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الصين إلى نحو 40%، بعد أن كانت 110% سابقاً، وفق تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس".

من المرجح أن تُسهم الهدنة التجارية في تعزيز الصادرات الصينية خلال الأشهر المقبلة، مع مسارعة المستوردين الأمريكيين لإعادة بناء مخزوناتهم المستنفدة وتقديم طلبيات شراء مبكرة بكميات أكبر.

قال تشو مي، كبير الباحثين في الأكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي الدولي، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة التجارة الصينية: "من المرجح أن تتسارع صادرات الصين بشكل أكبر خلال التسعين يوماً المقبلة، لكن كيفية تطور الشحنات الخارجية بعد ذلك سيعتمد على ما ستؤول إليه جولات المفاوضات التجارية التالية".

قال تشو إن بكين ستسعى إلى خفض الرسوم الأمريكية بشكل أكبر لأنها "لا تزال مرتفعة للغاية". وأضاف أن "الرسوم لا تزال تستهدف الصين بشكل خاص ويختلف معدلها عن تلك المفروضة على الدول الأخرى، وهو ما لم يكن منطقياً منذ البداية".

مسار النمو يعتمد على الاتفاق بين بكين وواشنطن
تستند توقعات "جيه بي مورجان" إلى فرضية مفادها أن التخفيض المؤقت في الرسوم الجمركية سيبقى سارياً حتى نهاية العام الجاري، رغم اعتراف خبراء الاقتصاد في البنك بأن نتائج المحادثات التجارية يشوبها عدم اليقين.

وفي تقرير صدر يوم الاثنين، كتب اقتصاديون في البنك، من بينهم تشو هايبين، أن هناك إمكانية لخفض الرسوم الجمركية المفروضة بـ20% على الصين بسبب الفنتانيل، في حال اتخذت بكين تدابير فعلية للحد من تدفق هذا العقار.

وأضافوا: "في المقابل، فإن عتبة التوصل إلى اتفاق بين الصين والولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، وقد يستغرق الأمر وقتاً أطول بكثير من فترة التسعين يوماً، لذا لا يمكن استبعاد احتمال عودة رفع الرسوم مرة أخرى".

في السياق ذاته، أشار محللون في مؤسسات مالية كبرى مثل "سيتي جروب" و"يو بي إس" إلى أن المحادثات التجارية الأخيرة التي جرت في جنيف قد تفتح المجال لتحسن إضافي في توقعاتهم بشأن الاقتصاد الصيني.

سمات

الأكثر قراءة