هل يسهم استقرار علاقة الاتحاد الأوروبي والصين في معالجة تحديات النظام العالمي؟
في وقت يتصاعد فيه التوتر الدولي، يرى الخبراء أن استقرار العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين أمرا بالغ الأهمية.
وفقا لشارل ميشيل، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، يجب على الاتحاد الأوروبي إدارة منافسته مع الصين بطريقة مسؤولة بعيدا عن تأثيرات القوى الكبرى الأخرى، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي دون أن يكون عرضة لتدخلات خارجية.
قال شارل ميشيل، الذي شغل منصب رئيس المجلس الأوروبي من 2019 إلى 2024، "إن التوترات قد تنشأ بسبب الاختلافات في التقاليد والثقافات والنظم السياسية بين الاتحاد الأوروبي والصين"، لكنه أكد أن "الاستقرار والقدرة على التنبؤ من مصلحة الجميع".
وأضاف ميشيل في تصريحاته التي ألقاها خلال منتدى نظمته كلية الأعمال الدولية الصينية - الأوروبية في شنغهاي، أمس، "يجب أن ندير اختلافاتنا وتنافسنا بطريقة مسؤولة (...) يجب أن تُعالج خلافاتنا بعناية وصراحة".
تأتي هذه التصريحات وسط مؤشرات على انحسار التوترات بين أوروبا والصين، مع رفع كل منهما القيود المفروضة على التبادلات - وهي خطوة وصفتها وزارة الخارجية الصينية بأنها خطوة نحو تفاعلات وتفاهم أعمق، حسبما ذكرت "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
كما يحتفل الاتحاد الأوروبي والصين هذا الشهر بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي إطار هذا الاحتفال، بعث الرئيس الصيني شي جين بينج برسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبي، داعيًا إلى تعزيز "علاقة متوازنة ومستقرة" تعود بالنفع على الجانبين والعالم بأسره.
في نفس السياق، لا يزال الاتحاد الأوروبي يواجه ضغوطًا بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المتزايدة والتحالف المتنامي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع روسيا، ما يثير تساؤلات حول إمكانية تقارب الاتحاد الأوروبي مع الصين.
وأشار ميشيل إلى أنه يمكن للاتحاد الأوروبي التعاون مع الصين في مختلف المجالات، مثل مواجهة التحديات العالمية، وضمان الأمن والسلام الدوليين، ودعم الاقتصادات النامية.
أضاف "الصين والاتحاد الأوروبي معًا يمثلان ثلث الاقتصاد العالمي ويشكلان ربع التجارة العالمية. لكن علاقتنا تتجاوز الأرقام. إنها في جوهرها علاقة إنسانية"، داعيًا إلى تعزيز التبادلات بين الشعوب.
من جانبه، أشار خورخي توليدو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في الصين، إلى أن انخراط الاتحاد الأوروبي مع بكين أصبح "أكثر أهمية من أي وقت مضى"، لكنه أكد أن هناك "اختلالات" تجب معالجتها.
أشار إلى أن الفجوة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين قد أصبحت الأكبر في العالم. ورغم التعاون الجيد بين الطرفين في مجالات مثل تغير المناخ وحماية البيئة، إلا أن العلاقة تواجه تحديات في مجالات التنافس الصناعي.
كما وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متكررة للطاقة الإنتاجية المفرطة في الصين، ما أسفر عن فرض رسوم جمركية ثقيلة على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين العام الماضي. قال توليدو: "إذا أردنا أن تواصل علاقتنا الازدهار، يجب أن نفعل ذلك بحزم، خاصة الآن، لمنع بناء الحواجز بيننا في وقت يبدو فيه أن العالم يتجه نحو الانقسام".
وختامًا، أشار توليدو إلى أن "إعادة التوازن في هذه العلاقة هو في مصلحة الصين، وفي مصلحة الاتحاد الأوروبي. والأهم من ذلك، هو في مصلحة الاستقرار والازدهار العالمي".