تايوان حجر الدومينو الأول لسقوط الدولار الأمريكي في آسيا
حذر محللون من أن ارتفاعا مفاجئا شهده الدولار التايواني الجديد في الآونة الأخيرة، إضافة إلى ارتفاع قيمة عملات آسيوية أخرى، يُسلط الضوء على احتمال تزايد التخلي عن الدولار الأمريكي إقليميا، حيث يُعيد المستثمرون النظر في استثماراتهم في العملة الأمريكية في ضوء سلوك واشنطن المتشدد تجاه الدول الأجنبية.
كتب فرانشيسكو بيسولي، إستراتيجي الصرف الأجنبي في بنك ING الهولندي، في مذكرة يوم الثلاثاء، أن اقتصادات مثل تايوان التي لطالما كانت شديدة التعرض للأصول المقومة بالدولار الأمريكي، تضررت بشدة من انخفاض قيمة العملة في الأسابيع الأخيرة. وأضاف: "يسعى اللاعبون المحليون الآن إلى زيادة التحوط للدولار الأمريكي، والبدء في التنويع بعيدًا عن الاستثمارات الأمريكية".
رجح بيسولي أن يسهم التحول بعيدا عن الأصول الأمريكية في استمرار انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وبالتالي يدعم "النظرة التشاؤمية" للعملة. أغلق الدولار التايواني الجديد يوم الثلاثاء عند 30.280 مقابل الدولار الأمريكي، مقارنةً بـ30.145 يوم الاثنين.
وفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أصدر البنك المركزي التايواني بيانًا يوم الاثنين حث فيه المصنّعين على التزام الهدوء وتجنب "إغراق السوق بالدولار الأمريكي بسبب توقعات غير منطقية مبنية على تحليلات مبالغ فيها أو غير صحيحة".
ترددت تكهنات بأن ارتفاع قيمة العملة التايوانية مقابل الأمريكية كان جزءًا من محادثات تجارية بين الولايات المتحدة وتايوان، بحسب لهو جين لي، الأستاذ في معهد الأعمال والإدارة في جامعة يانج مينج تشياو تونج الوطنية في تايبيه. لكن ويليام لاي، زعيم تايوان، رفض بشدة نظرية أن سعر الصرف قد نوقش خلال المحادثات التجارية مع المسؤولين الأمريكيين.
قال جين لي: إن التكاليف القصيرة الأجل لارتفاع قيمة العملة تشمل انخفاض قيمة الصادرات المقومة بالدولار الأمريكي، المحسوبة بالدولار التايواني الجديد، وزيادة مدفوعات الاستيراد المحسوبة بالعملة نفسها، ما يزيد من الضغوط التضخمية في تايوان. في المقابل، الفوائد الطويلة الأجل تشمل الانضمام إلى اتحاد جمركي تقوده الولايات المتحدة، وتحقيق التوازن التجاري مع أكبر اقتصاد في العالم، واحتمال الحصول على دعم جيوسياسي.
وفقا لستيفان أنجريك، المدير المساعد وكبير الاقتصاديين في موديز أناليتيكس، شركات تصنيع الرقائق والإلكترونيات التايوانية التي تحقق الجزء الأكبر من إيراداتها بالدولار الأمريكي، ستتأثر سلبًا لأن هذه الأرباح ستُترجم إلى انخفاض في قيمة الدولارات المحلية.
يرى بعض المحللين أن ابتعاد المستثمرين الآسيويين عن الأصول المقومة بالدولار الأمريكي لم ينتهِ بعد، معتبرين تايوان حجر الدومينو الأول الذي يتعرض للسقوط.
أطلق جورج سارافيلوس، الرئيس العالمي لأبحاث النقد الأجنبي في دويتشه بنك، على تخلص المستثمرين التايوانيين من صناديق الدخل الثابت الأمريكية المتداولة، بالتزامن مع ارتفاع قيمة عملة الجزيرة، اسم "تأثير تايوان". كتب في مذكرة يوم الثلاثاء أن هذه الاضطرابات ما هي إلا "جرس إنذار"، مشيرا إلى أن اقتصادات إقليمية أخرى يمكن أن تتخلص من الأصول الأمريكية.
يرى بعض المحللين أن موقف إدارة ترمب المتشدد تجاه الدول الأجنبية، بما في ذلك الحلفاء - الذي يتجلى في فرضها تعريفات جمركية على جميع الاقتصادات الرئيسية تقريبًا في جميع أنحاء العالم - قد تسبب في اتجاه نحو التخلي عن الدولار.
قال لويس فنسنت جاف، الرئيس التنفيذي لشركة جافيكال للخدمات المالية - مقرها هونج كونج - لبلومبرغ يوم الثلاثاء: "الواقع الجديد الذي نعيشه الآن هو أن لدينا إدارة أمريكية تتسم باستغلالها المفرط للأجانب".
كان الإجراء الافتراضي التقليدي لكثير من الدول التي تتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة هو استثمار دولاراتها الفائضة في أصول أمريكية مثل سندات الخزانة، لكن هذه الطريقة في التفكير بدأت تتغير، وفقًا لفنسنت جاف.