السعودية تطلق مشروعا لتقنيات مستقبل النقل بمخصصات تتجاوز مليار ريال
أطلقت السعودية أول مشروع من نوعه في العالم لتطوير تقنيات النقل المستقبلي وبمساحة تبلغ 1.56 كيلومتر مربع داخل حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست).
وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، "إن هذه المبادرة ستعزز الشراكة الإستراتيجية مع جامعة كاوست من خلال إطلاق أول أرض تجارب متكاملة لأنماط النقل في المنطقة، وبناء بيئة متقدمة لاختبار الأفكار الابتكارية".
أضاف، أن "ذلك يدعم برامج تطوير حلول النقل المستقبلي، وتوظيف القدرات البحثية في علوم البيانات، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأنظمة القيادة الذاتية، بما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار في مجال التنقل المستدام".
فيما ذكر لـ"الاقتصادية" سهام الحسيني مدير إدارة كاوست سمارت، "إن المشروع بتكلفة تتجاوز مليار ريال، وسينفذ على مراحل متعددة بدءًا من تجهيز البنية التحتية والتقنية، يليها استقطاب الشركاء الصناعيين، على أن يكتمل بالكامل بحلول عام 2029، ليشكل علامة فارقة في رحلة المملكة نحو مستقبل النقل المستدام والابتكار الصناعي".
جاء ذلك خلال إعلان وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالشراكة مع جامعة كاوست وبالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية عبر مبادرة إطلاق "أرض التجارب لمستقبل النقل" التي تمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير قطاع النقل.
وقال الحسيني، "إن المشروع يمثل شراكة مع عدد من الجهات الحكومية، تشمل وزارة النقل والخدمات اللوجستية، ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، وهيئات وطنية أخرى".
أضاف، أن "المشروع في مرحلته التأسيسية يعتمد بالكامل على جهات حكومية، على أن يتم لاحقاً استقطاب الشركات الخاصة المحلية والعالمية للاستثمار في أرض المستقبل".
ويهدف المشروع إلى توفير بيئة محمية وآمنة لاختبار وتطوير تقنيات النقل الحديثة مثل السيارات ذاتية القيادة، والدرونز الذكية، والتاكسي الطائر، بما يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي في الابتكار ضمن قطاع التنقل المستدام.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، سليمان المزروع، "إن الابتكار رحلة مهمة للمملكة"، مضيفا "لدينا مشاريع وشراكات مع نيويورك وفرنسا والصين لبناء جسور مع مناطق الابتكار في العالم لتكون المملكة منصة للابتكار لجميع رواد الأعمال في السعودية وعلى مستوى العالم".
أضاف، أن "هناك مبادرة جديدة اليوم لقطاع السيارات والصناعة والقطاعات اللوجستية في السعودية، تتمثل في إطلاق (أرض التجارب) وهو تكملة للمشاريع التي يتم بناؤها خلال رؤية 2030".
أوضح أنها منطقة اختبار ابتكاري في جميع مناطق المملكة لجميع أنماط المواصلات سواء الطيران والسيارات والبحرية، مؤكدا أنها فرصة لجميع المبتكرين لأداء تجارب الابتكارات في هذه المنصة المهمة بقيادة جامعة كاوست.
والمنطقة ستكون بالشراكة مع وزارة الصناعة ووزارة النقل والخدمات اللوجستية، وهي إحدى مبادرات برنامج ندلب لخدمات المستثمرين تحت مظلة مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" فيصل سلطان، نائب الرئيس والمدير الإداري في شركة لوسيد في الشرق الأوسط، "إنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، للاستفادة من بيئة العمل التجريبية الجديدة التي دشنتها الجامعة، والتي تُعد الأولى من نوعها في المملكة".
أضاف، أن "هذه التجربة ستتيح إمكانية اختبار وتطوير المركبات ذاتية القيادة، وأنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS)، إضافة إلى استكشاف مزيد من التقنيات الحديثة المتوافرة في مرافق الجامعة".
من جانبه، أوضح مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير، الدكتور عبدالله الأحمري، أن التعاون مع "كاوست" يمثل فصلاً جديداً في جهود التكامل بين الوزارات لتمكين القطاعات الصناعية الوطنية، خاصة قطاع المركبات.
أضاف، أن "مشروع ميدان أرض التجارب سيلعب دوراً محورياً في دعم الإستراتيجية الوطنية للصناعة من خلال توفير منصة لاختبار واعتماد وتوسيع نطاق تقنيات المركبات المتقدمة، بما يعزز طموح المملكة لتكون مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات والابتكار الصناعي".