مترو الرياض .. أسماء المحطات نقاط استثمار للمستقبل

مترو الرياض .. أسماء المحطات نقاط استثمار للمستقبل
يبقى الاستثمار في محطات مختارة، وفق معايير وضوابط محددة. تصوير: عيسى الدبيسي - "الاقتصادية"

مترو الرياض حلم سعودي آخر يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع، وفق أحدث المواصفات العالمية في التنقل الحضري؛ بدءا من نظام التشغيل الأوتوماتيكي عبر غرفة تحكم مركزية، إلى توحيد النمط المعماري وفاء لجماليات المدينة، في واحد من أضخم مشاريع النقل العام في العالم الذي يعد أكبر مترو بلا سائق.

ضخامة المشروع بالأرقام التي يسجلها، فطاقته الاستيعابية عند الانطلاقة تصل إلى نحو 1.2 مليون راكب، مع توقعات ببلوغها ضعفي هذا العدد؛ أي 3.6 مليون راكب بانتهاء المشروع، ناهيك عن إتاحته فرص عمل تصل إلى أكثر من 7600 فرصة سنويا، منها 2300 وظيفة تقنية.

استطاع مشروع مترو الرياض، وخلافا للسائد في مثل هذه المشاريع، أن يستثمر إلى أقصى الحدود، بشكل مباشر أو غير مباشر، في كل شيء من حوله، فقد ربط مساراته المختلفة بحافلات تضمن للزبائن المواصلة، فضلا عن توفير 21 موقفا للسيارات، موزعة على مختلف أنحاء المدينة للتشجيع على استعماله في التنقل.

ويبقى الاستثمار في محطات مختارة، وفق معايير وضوابط محددة، ضمن محطات المشروع البالغ عددها 85 محطة، صورة مثالية للاستثمار الذكي الذي يرفض الاكتفاء بالمداخيل المباشرة للمشروع، ويسعى في المقابل لعوائد أخرى مبتكرة، قد تكون في دول أخرى في نطاق لا يفكر فيه أصلا.

طرحت هيئة تطوير مدينة الرياض، بالتوازي مع تقدم الأشغال في مشروع قطار الرياض، مزايدة على القطاع الخاص؛ بشقيه الداخلي والخارجي، لمنح حقوق تسمية محطات في مواقع مهمة في المدينة، ذات كثافة سكانية ونشاط تجاري، إلى كيانات اقتصادية، مثل المصارف والاتصالات والمراكز التجارية، في سياق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

حققت الهيئة بقرار بيع حقوق تسمية محطات محددة بعينها، وتحديدا تلك التي تشهد حركية تجارية، وتدفقا متزايدا للركاب، في مشروع مترو الرياض، عوائد مالية مغرية تقدر قيمتها بنحو 1045 مليون ريال، لمدة لا تتجاوز 10 سنوات لـ 5 شركات و 3 بنوك، تكون قابلة للتجديد، ما يعجل الأمر موردا متجددا بشكل دوري بالنسبة للمشروع.

ويتوقع أن يكون لهذه العوائد الكبيرة تأثير واضح في دعم استدامة المشروع، وخفض تكاليف تشغليه، فضلا عن تطوير خدماته.

وبذلك يصبح مترو الرياض نموذجا متميزا للاستثمار الفعال، في الحاضر لكن بعيون تتطلع إلى المستقبل، بدلا من الانكفاء على تقديم خدمة النقل العمومي المعروفة عبر التاريخ، بصعوبة التوفيق بين تجويد الخدمات بأحسن الأثمان.

تسمية المحطات أشبه ما يكون بأثر الفراشة، فإذا كانت العوائد مغانم يجنيها المشروع، فمالكو الحقوق يستفيدون بدورهم من امتياز تحقيق انتشار واسع لمنتجاتهم وخدماتهم، وترسيخ علاماتهم التجارية، بضمان وصولها إلى شريحة كبيرة من مستخدمي المشروع، ممن يشهدون تزايد مستمرا، عبر لوحات إرشادية أو إعلامية أو عبر الخرائط أو موقع المشروع على الإنترنت.

وتبقى المدينة أكبر مستفيد من هذه المبادرة الفذة ومثيلتها، لكونها تسهم أولا في الارتفاع بجودة الحياة في المدينة، وثانيا في إطلاق القدرات التنافسية للمدينة، وثالثا في ضمان التطوير المستمر لبنيتها التحية، وأخيرا، في تحويلها إلى مدينة نظيفة وحيوية وذكية.. مدينة المستقبل.

 

الأكثر قراءة