مخاوف الطلب تهيمن على تعاملات النفط .. وأوبك تستعد للتعامل مع تحديات الأسواق
هيمنت مخاوف الطلب على أسواق النفط هذا الأسبوع، حيث خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للشهر الرابع على التوالي على خلفية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال الصادرة عن الصين.
دوائر اقتصادية دولية رجحت أن تحالف أوبك+ بصدد دراسة 3 تحديات جديدة ستفرضها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب، إذ يقول تقرير "أويل برايس" أن التحالف يعمل حاليا على كيفية التعامل مع بعض السياسات التي وعد الرئيس المنتخب ترمب بتقديمها، التي تشمل تسهيل السماح بمشاريع طاقة جديدة وتعريفات الاستيراد واتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير ارتفاعاً قدره 20 سنتاً أو 0.26% ليصل سعر البرميل إلى 72.09 دولار. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 17 سنتاً أو 0.25% لتسجل 68.295 دولار للبرميل.
ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون إن ضعف الطلب على النفط في الصين أدى إلى إضافة تحديات جديدة على عمل تحالف أوبك+ في سياسات إدارة العرض والتعاطي مع سياسات ترمب في مجال الطاقة.
ولفتوا إلى وجود فائض في الإنتاج من قبل عديد من الأعضاء في أوبك+ خلال الفترة الماضية ما أدى إلى مقاومة تأثير التخفيضات من قبل المنتجين الآخرين في الاتفاقية، وفي ضوء بيانات الاستهلاك الفعلي للربعين الأول والثاني من العام أظهرت أن نمو الطلب على النفط في الصين كان دون التوقعات.
مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" يرى أن مخاوف الطلب تهيمن على أسواق النفط هذا الأسبوع حيث خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط للشهر الرابع على التوالي على خلفية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال الصادرة عن الصين.
أسعار النفط ارتفعت بشكل طفيف اليوم، مع ظهور مؤشرات على شح في الإمدادات في الأمد القريب، لكنها ظلت قريبة من أدنى مستوياتها في أسبوعين، وذلك بعد يوم من خفض منظمة أوبك لتوقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025.
من جانبه يقول، فيتوريو موسازي مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة إن المتداولين يواصلون تتبع التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرات رئاسة ترمب الثانية وقرارات أوبك+ بشأن الإنتاج في حين لا تزال التوقعات ضعيفة.
ومن المتوقع أن يتجاوز العرض العالمي الطلب في العام المقبل بحسب موسازي الذي أكد أن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الصين لم تصل إلى حد إنعاش الاقتصاد إلى حد التحفيز المباشر، لا سيما وأن التضخم لا يزال ضعيفا.
ومن ناحيته، يقول ديفيد لديسما مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية إن تعديل أوبك لتوقعات الطلب النفطي في 2024 متوقعة، وسط تباطؤ النمو بسبب الضبابية الاقتصادية، لافتا إلى تأثير محتمل للقضايا الجيوسياسية الأخيرة في سلاسل توريد النفط، ما يؤدي إلى تقلبات محتملة في الأسعار.