800 مليون ريال واردات سوق القرطاسية السعودي في 2024 والمتطلبات الرقمية أبرز التحديات
تواجه سوق القرطاسيات والأدوات المدرسية في السعودية تحديا يتمثل في توفير المنتجات التي تتناسب مع متطلبات التعليم الرقمي، والأسواق عبر الإنترنت كمنافذ جديدة للبيع والوصول السريع لأكبر شريحة من العملاء، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" اتحاد الغرف السعودية.
تشير بعض الدراسات والتقديرات إلى أن حجم سوق القرطاسيات والأدوات المدرسية في السعودية يبلغ نحو 7 مليارات ريال عبر 5 آلاف مكتبة ومحل متخصص في بيع المستلزمات المدرسية في مختلف المناطق.
اتحاد الغرف السعودية، أوضح أن واردات السعودية من الأدوات المكتبية بلغت نحو 800 مليون ريال منذ بداية العام الجاري، حيث من أهم الدول التي يتم الاستيراد منها الصين، وأمريكا، وإندونيسيا، والهند، وماليزيا، وإيطاليا، وبولندا، والإمارات، وأيرلندا، واليابان، والبحرين، وألمانيا.
يشهد قطاع بيع المستلزمات المدرسية نموا كبيرا، مع تطور قطاع التعليم السعودي وزيادة الطلب، الأمر الذي انعكس على زيادة الواردات من الأدوات المدرسية والقرطاسية، بحسب اتحاد الغرف.
وقال "إن قطاع التعليم السعودي من أكثر القطاعات التي استفادت بشكل قوي وواضح من التكنولوجيا الرقمية، من جهة التوسع وسهولة الوصول والمرونة وتقليل التكاليف".
وتوقع تأثيرا على المدى المنظور في قطاع القرطاسيات والأدوات المدرسية التقليدي، وهذا يتطلب من هذا القطاع مواكبة هذه المتغيرات والتحول نحو توفير المنتجات والأدوات التي يحتاج إليها التعليم الرقمي، وذلك في ظل التوجه العام لتوظيف التقنية بمختلف أشكالها في قطاع التعليم، حيث كانت فترة جائحة كورونا شاهدة على ذلك، فالعملية التعليمية في السعودية استمرت بسلاسة تامة بفضل المنصات الرقمية.
يذكر أن النمو في هذه السوق يدعمه وجود نحو 6 ملايين طالب وطالبة من طلاب التعليم العام الحكومي والأهلي والعالمي والأجنبي لمقاعد الدراسة، والبيئة الاستثمارية المحفزة وكذلك التوسع في قطاع التعليم ضمن مستهدفات رؤية 2030.
هناك عديد من العوامل التي أثرت في مبيعات وربحية قطاع بيع المستلزمات المدرسية من أهمها ارتفاع الطلب والعروض والتخفيضات والأسعار التنافسية وتعدد الخيارات والقوة الشرائية، وهو تأثير إيجابي نتيجة للنمو والتوسع الذي يشهده قطاع التعليم والبيئة الاستثمارية المحفزة، وفقا لاتحاد الغرف.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن بن غشيان مساعد مدير عمليات التشغيل في شركة أبو معطي للمكتبات، "إن هناك نموا في سوق الجملة لقطاع القرطاسيات والأدوات المدرسية وهو من الأسواق النشطة ويتطلب مزيدا من المنافسة.
وأكد أن هناك مواكبة للتطورات الحاصلة في السوق في ظل التغير الحاصل في قطاع التعليم وأيضا في الذوق العام بشكل كامل من قبل المستهلكين واختلاف الأفكار عن السابق، حيث إن بعض المستهلكين يرغبون في المنتجات التعليمية التي تحتوي على أفكار تعليمية وليس تقليدية مثل السابق.
بن غشيان أشار إلى أن التجار الذين لم يواكبوا التطورات التعليمية في وجود المنصات الرقمية التعليمية ووسائل التواصل الاجتماعي سيتأثرون من حيث المبيعات.
وأشار إلى الاختلاف في المنتجات المكتبية والمدرسية الحالية عن المنتجات السابقة، مضيفا "تحتوي السوق حاليا على منتجات تعبر عن الهوية الوطنية للسعودية والمعالم الشهيرة في المدن السعودية مثل جبل طويق في الرياض، ونافورة جدة، ومسرح المرايا في العلا".
وفيما يتعلق بالمنافسة، أكد بن غشيان أن بعض المستثمرين يبحثون عن الأسعار المنخفضة لبيعها دون الاهتمام بالجودة، مبينا أنهم يوردون كميات قليلة بسعر منخفض، لكن بجودة أقل.
وحول تعثر أصحاب المكتبات، نفى وجود حالات تعثر خاصة أن السوق بحاجة إلى مزيد من المعروض، إضافة إلى وجود مكاتب إقليمية لشركات أجنبية في السعودية ما يزيد من المنافسة وارتفاع الطلب.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" أحمد الحديثي تاجر في قطاع المكتبات والقرطاسيات "إن السوق جيدة مع بداية الموسم في ظل الكميات الكبيرة في المكتبات"، مؤكدا أن كمية الطلبات تختلف عن كل عام لوجود منتجات تطويرية لا بد من مواكبتها مع قطاع التعليم والسوق بشكل عام.
الحديثي أشار إلى أن الكميات التي توردها للمكتبات تكون بحسب الحي والمنطقة وعدد المدارس وعدد الطلاب.
وأوضح أن وجود المنصات الرقمية في قطاع التعليم أثرت في المبيعات والطلبات التقليدية لقطاع القرطاسيات، ما أدى إلى انخفاض الأرباح.