ماذا تخبرنا الارتفاعات القياسية للذهب والفضة والنحاس عن الاقتصاد؟

ماذا تخبرنا الارتفاعات القياسية للذهب والفضة والنحاس عن الاقتصاد؟
المصدر: رويترز

يتطلع المضاربون إلى الارتفاع الذي تشهده أسواق معادن الذهب والفضة والنحاس التي قفزت إلى مستويات قياسية، إذ يتوقعون تحسن التوقعات الاقتصادية، إلى النحاس كوسيلة تقليدية لتحقيق انتعاش في الأسواق الناشئة والاقتصاد العالمي جميعه". ومن ناحية أخرى "المضاربون على الهبوط، الذين يتوقعون تدهور التوقعات الاقتصادية واحتمال حدوث عثرات من البنوك المركزية، قد يتطلعون إلى الذهب كوسيلة للتحوط من بيئة ركود تضخمي محتملة"، وفقا لماركت ووتش.
ولفت تايلور كريستكوياك، استراتيجي الاستثمار في شركة ثيمز إي تي إفز، إلى أن ارتفاع المعادن الثمينة والصناعية "كان مدعوما بتطورات أوسع في بيئة الاقتصاد الكلي العالمية، إضافة إلى زيادة متفردة في الطلب على المعادن".
وتابع كريستكوفياك، قائلا: "يعد توفر المعادن للمستثمرين وسيلة للتداول على كلا الجانبين، اعتمادا على توقعاتهم الفردية. ونتيجة لذلك، لا يمكن بالضرورة تفسير الارتفاع في المعادن الثلاثة على أنه خبر جيد أو سيئ للاقتصاد العالمي". 
وتصدر ارتفاع المعادن عناوين الأخبار أخيرا، لكن مع وصول الذهب والفضة والنحاس إلى مستويات عالية جديدة، قد يحتاج المتداولون إلى تقييم احتمال وجود حدود  لمزيد من الارتفاع في الأسعار وإعادة تقييم ما تشير إليه تحركاتها حيال الاقتصاد العالمي.
استقر الذهب والنحاس يوم الاثنين عند مستويات قياسية، بينما أنهت الفضة الجلسة عند أعلى سعر لها منذ أوائل 2013.
أضاف: "توافد المستثمرون على المعادن الثمينة لأن التضخم لا يزال عنيدا نسبيا، واحتمال خفض أسعار الفائدة أصبح بعيدا"، بينما "لا يزال الطلب على الذهب من البنوك المركزية العالمية، والطلب على الفضة كمدخل صناعي لإنتاج الألواح الشمسية، والطلب على النحاس في توليد الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية مرتفعا بشكل كبير".

وعزا محللون آخرون قوة النحاس والفضة إلى ارتفاع توقعات الطلب. قال أدريان آش، مدير الأبحاث في شركة بوليون فولت: "مثلما كان الفحم أساسيا للثورة الصناعية، والنفط الخام أساسيا للقرن العشرين، فلا غنى عن النحاس والفضة للتكنولوجيا الخضراء". 
ويمكن عد ذلك علامة على قوة الاقتصاد العالمي، لكنه يثير أيضا مخاوف بشأن التضخم. كتب مايكل كرامر، مؤسس شركة موت كابيتال مانجمنت، في مذكرة، أن أسعار النحاس مرتفعة 40 ٪ تقريبا منذ أوائل فبراير، وإن ذلك يشير إلى تضخم. وبالنسبة للذهب والفضة "تتلقى الأسواق المادية الأساسية عروضا أقوى من أي وقت مضى حتى مع بقاء أسعار الفائدة الغربية عند أعلى مستوياتها منذ عقدين".
وقال لماركت ووتش: "العوامل الجيوسياسية والتخلي عن الدولار تعني أن طريقة تداول الذهب والفضة مقابل أسعار الفائدة الأمريكية وسوق الأسهم الأمريكية قد انقلبا رأسا على عقب".
أضاف: "طلب البنوك المركزية على الذهب، إلى جانب موجة شراء في سوق السبائك في الصين، لا يظهرا أي علامة على التراجع حتى مع هذه الأسعار المرتفعة بشكل حاد. السؤال الرئيس بالنسبة إلى المضاربين على الارتفاع على المدى الطويل هو ما الذي يتطلبه انعكاس اتجاه تدفقات الاستثمار الغربي".
وصلت استثمارات الذهب بين الأسر الغربية إلى مستوى قياسي منخفض في أبريل، لكنها انتعشت في وقت مبكر هذا الشهر، مرتفعة بأسرع وتيرة منذ نحو 4 أعوام، وفقا "لبوليون فولت".
بالنظر إلى الصورة الكبرى، ونتيجة للطلب الأساسي القوي على الذهب والفضة والنحاس، يرى كريستكوفياك أن "الزخم وراء الارتفاع واسع النطاق قد يتبين في النهاية أنه مستدام في المستقبل القريب".
قال إن الارتفاع الكبير في كل من هذه المعادن، إضافة إلى ارتفاع أسعارها مقارنة بالمتوسط على المدى الطويل، قد يحد أيضا من ارتفاع أكبر في الأسعار.
 

الأكثر قراءة