الأسواق تنتعش بفضل تراجع الدولار

انخفض مؤشر S&P 500 بأكثر من 3 % الأسبوع الماضي، حيث وصل إلى مستوى 4953 نقطة، متراجعا بنسبة 4.6 % منذ أعلى مستوى قد سجله في 28 مارس عندما حقق قمة تاريخية عند 5264، وارتد المؤشر مطلع الأسبوع الجاري بنسبة تجاوزت 2 % وبأكثر من 115 نقطة، منهيا سلسلة خسائر استمرت ستة أيام، لكنه لا يزال أسوأ امتداد للمؤشر منذ الأسبوع السيئ الذي مر به خلال الاضطرابات المصرفية الأمريكية مطلع 2023، ورغم هذه الارتدادات التي يشهدها المؤشر الذي يعد أكبر مؤشر في الأسواق على مستوى العالم إلا أنه لا يزال يتداول تحت منطقة مقاومة متوسطة للـ50 يوما عند 5120 نقطة، ما يعني أن هذا الارتداد حتى الآن لا يشير إلى انتهاء الهبوط الحالي طالما بقي أسفل من مقاومته المذكورة.

كذلك تراجع المعدن الأصفر - الذهب - بأكثر من 5,5 % حيث انخفض لأسفل من 2300 ليصل إلى 2291 دولارا، بعدما كان قد حقق قمة تاريخية عند 2431 دولارا يوم 12 أبريل من الشهر الجاري، ولا يزال الذهب يحافظ على منطقة الدعم الأولى عند 2260 التي تمثل مستوى 38 % من مستويات فيبوناتشي - أداة تقيس التراجعات - تليها مستويات 2200 دولار، ورغم هذه التراجعات على المعدن النفيس إلا أنه لا يزال يحافظ على زخمه الصاعد، طالما بقي أعلى من 2150 دولارا، وقد يعد هذا المستوى بعيدا نوعا ما، إلا أن الذهب مرشح لتحقيق قمة جديدة أخرى على المدى المتوسط بمحافظته عليها.

أيضا تراجعت السوق السعودية بنحو 540 نقطة، منخفضة بنسبة تجاوزت 4 % وذلك من آخر قمة سجلتها أواخر شهر مارس الماضي عند 12883، ورغم ارتداد السوق بأكثر من 280 نقطة وبأكثر من نصف المسافة التي انخفضت بها، إلا أن الارتداد الحالي لا يزال أسفل الاتجاه الصاعد الذي تم كسره، فضلا عن عدم قدرة السوق على المحافظة على متوسطها للـ50 يوما، وبشكل عام فإن بقاء السوق أسفل من منطقة 12800 فإنه من غير المستبعد كسرها لمستوى نقطة 12346 الذي يعد أدنى قاع حققته خلال الهبوط الحالي.

لكن ما سبق هو نظرة قصيرة الأمد، حيث تمر معظم الأسواق بتصحيحات بفعل ارتداد الدولار، بل وتحرره من مساره الهابط، الذي سبق أن حذرنا منه في مقالات سابقة، أما على المدى الطويل فما زلنا ننظر إلى السوق بنظرة تفاؤلية، وما يعزز ذلك أيضا ما نشره هذا الأسبوع صندوق البنك الدولي عبر حسابه الرسمي، حيث توقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد السعودي هذا العام بنسبة 2.6 % بينما يتوقع تجاوز هذه النسبة بأكثر من 100 % لتصل نسبة النمو إلى 6 % في العام المقبل 2025، ما يعكس مدى تفاؤل الصندوق باستمرار الإنفاق الحكومي وتدفقات السيولة الأجنبية التي لها أثر كبير في السوق.

وختاما، فإن مؤشر الدولار قد دخل في عمليات تهدئة منحت الأسواق التقاط بعض من أنفاسها، لكن الدولار لا يزال يحافظ على منطقة دعمه ويتداول أعلى من مستوى 105، بينما في الوقت ذاته تتداول الأسواق أسفل من مقاوماتها، ما يشير إلى أن ما يحدث من تراجع للدولار هو عمليات جني أرباح وتهدئة، سيعود بعدها للضغط على الأسواق فور انتهاء فترة استراحته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي