منصة إحسان والمنافع الاقتصادية والأثر المجتمعي

في مبادرة تمثل امتدادا لبرامج العطاء خلال شهر رمضان المبارك، وجه خادم الحرمين الشريفين بإطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة، وهي امتداد لبرامج متنوعة للأعمال الخيرية في السعودية، وتبدأ من يوم الخامس من شهر رمضان المبارك إلى نهاية هذا الشهر الفضيل، في إطار استمرار البرامج الاجتماعية وتنوعها وإتاحة الفرصة لكل من يريد الإسهام في أعمال الخير للبذل من خلال منصات موثوقة.
خلال الأعوام الأربعة الماضية ومنذ انطلاقة المنصات الخيرية المتنوعة وأبرزها منصة إحسان، التي تعتبر أشمل هذه المنصات وأكثر تنوعا، تطور العمل الخيري بصورة كبيرة وأصبح أكثر نفعا وعائدا على الأسر المحتاجة في السعودية، حيث إن هذه المنصة خصصت لاستيعاب مختلف البرامج الخيرية في مختلف المناطق داخل السعودية، في حين إن مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية هو المنصة الوحيدة في السعودية للأعمال الخيرية خارجها.
من الأهمية بمكان إدراك المنفعة الاقتصادية من وجود مثل هذه المنصات الموثوقة بعيدا عن الوسائل المختلفة وغير الموثوقة، التي من شأنها ليس فقط تسرب التبرعات إلى غير المستحقين بل استخدام هذه الأموال فيما يهدد المجتمع وأمنه، في ظل أنها وسيلة قد تكون سهلة للحصول على تمويل من قبل مجموعة قد تهدد الأمن، وغيرها من دول العالم، فإن هذه المنصة يمكن أن تتحقق منها منافع اقتصادية كبيرة لها أثر إيجابي في المجتمع.
البرامج الاجتماعية هي مكون رئيس للاقتصاد في الدول، والاقتصاد الإسلامي اهتم بهذا الجانب بل هو ركيزة، حيث إن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، والصدقات بمختلف أنواعها لها أهمية كبيرة في تحسين الظروف الاجتماعية لفئات المجتمع الأقل دخلا، كما أن البرامج الاجتماعية والخيرية في الاقتصاد الإسلامي لا تتوقف عند مجالات محددة بل كل ما يحقق نفعا للإنسان ويلبي احتياجاته الأساسية فهو مما يحث الإسلام عليه، ولذلك نجد أن البرامج الاجتماعية لا تقتصر على معالجة الفقر بل تشمل المساهمة في التعليم والعلاج والخدمات الاجتماعية وبناء المساجد ومختلف الخدمات التي تخدم الإنسان يمكن أن تكون جزءا من العمل الخيري، والإنفاق في هذه المجالات يحقق تنمية مجتمعية كبيرة، فصحة الإنسان وبناء قدراته المعرفية إحدى أهم ركائز التنمية.
تتميز المنصات المتخصصة في العمل الخيري بسهولة الوصول، حيث يمكن للفرد في أي مكان، حتى لو كان خارج السعودية، اختيار المجال الذي يريد التبرع له، ومن ثم دفع هذا التبرع خلال ثوان، وهذا له دور كبير في تشجيع هذه التبرعات، كما أن له دورا في الحد من صرف الأموال لأشخاص لا يعلم مدى حاجتهم وانطباق الشروط اللازمة عليهم لاستحقاق التبرعات.
من خلال المتابعة للمنصة الخاصة بالتبرعات (إحسان) نجد أن الأرقام هائلة ليس في حجم التبرع بل حجم الفئات المستفيدة التي بلغ عددها ما يقارب ثلاثة ملايين مستفيد، تنوعت بين تعليمي وغذائي وصحي واجتماعي وديني وسكني وغيرها، ما يعني أن المعالجة الشاملة هي أحد أهم أسباب معالجة الحاجة المادية لأفراد المجتمع وتحويلهم من فئة محتاجة إلى أفراد يسهمون في تعزيز حجم الناتج المحلي للاقتصاد.
فالخلاصة أن الحملة الوطنية للعمل الخيري هي إحدى أهم ركائز معالجة الاحتياجات المادية في المجتمع، التي سيكون لها دور في تحول الأفراد الأقل دخلا إلى فئات لها إسهام كبير في الاقتصاد ونموه، كما أنها تسهل على الأفراد التبرع في منصات موثوقة وبخيارات متنوعة وفي مناطق مختلفة في السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي